السبت 14 Sep / September 2024

رغم فضائحه.. اليمين المسيحي الأميركي لا يزال يفضل ترمب

رغم فضائحه.. اليمين المسيحي الأميركي لا يزال يفضل ترمب

شارك القصة

نظرة على الاتهامات التي يواجهها ترمب من "العربي" (الصورة: غيتي)
أثارت الحفاوة التي لقيها ترمب في تجمع كبير للإنجيليين الأميركيين الدهشة في العلاقة التي كونها الرئيس السابق مع المجتمع المسيحي اليميني رغم الفضائح التي تلاحقه.

لا يزال دونالد ترمب المرشح لانتخابات 2024 الرئاسية الأميركية المفضّل لدى الإنجيليين في الولايات المتحدة، رغم اتهامه بمحاولة شراء صمت ممثلة أفلام إباحية، وإدانته بتهمة الاعتداء الجنسي.

وواجه الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة، والطامح إلى أن يصبح الرئيس السابع والأربعين في العام 2024، فضائح قانونية وأخلاقية شتّى على مدى السنوات الماضية، واتُهم بإساءة استخدام سلطته، ومحاولة تقويض انتخابات حرة لمصالحه الشخصية.

تصفيق حار وهتافات مؤيدة

مع ذلك، لا يزال رجل الأعمال الجمهوري البالغ من العمر 77 عامًا الشخصية المفضلة لليمين المسيحي، وهو ما ظهر في الحفاوة الكبيرة التي استُقبل بها أمس السبت في تجمّع "الطريق إلى الغالبية"، الذي شارك فيه نحو ثلاثة آلاف إنجيلي من حركة "إيمان وحرية" في العاصمة واشنطن.

وهتفت الجموع: "نحن نحب ترمب"، قبل أن يقول الرئيس السابق في خطابه الختامي وسط تصفيق حارّ: "معًا، نحن محاربون في حملة نزيهة لوقف مُفتعلي الفتن والملحدين والعولميّين والماركسيّين. هذا هو ما هُم عليه. وسنُعيد جمهوريّتنا أمّةً واحدة بعناية الله".

كان الناخبون الإنجيليّون البيض بطيئين في حشد الدعم لترشيح ترمب خلال حملته الرئاسيّة لعام 2016. لكن فور اقتناعهم، التزموا بدعمه بشكل كامل.

وأيّده الجمهوريون البيض غير اللاتينيين الذين يرتادون الكنيسة بانتظام بنسبة 81% في العام 2016، وبنسبة 76% في العام 2020، وهي إحصاءات تثير دهشة أولئك الذين يشككون في استقطاب ترمب للمتديّنين.

وقالت الناشطة السياسية المحافظة سوزان مونك (50 عامًا) لوكالة "فرانس برس": إن "هناك فرقا بين الممثل عن الشعب والقائد"، موضحة أن "الكثير من المسؤولين السياسيّين الذين عرفناهم منذ عقود، كانوا يكتفون بالقيام بالحدّ الأدنى من أجل إعادة انتخابهم. أمّا دونالد ترمب فيحاول تصحيح الوضع".

وبدا أنّ نائب الرئيس السابق مايك بنس، المسيحيّ المحافظ، هو المرشّح المثالي لانتخابات 2024 بالنسبة إلى الإنجيليّين. لكنّه قوبل بصيحات استهجان خلال تجمّع "الطريق إلى الغالبيّة" في العام 2021، لأنّه لم يرفض التصديق على انتخاب جو بايدن كما طلب منه ترمب، وهو لم يلقَ سوى دعم فاتر هذا العام.

بدوره أيضًا، لقي حاكم ولاية نيو جيرسي السابق كريس كريستي، وهو المتحدث الوحيد الذي انتقد ترمب صراحة، صيحات استهجان شديدة لقوله إن الزعيم الجمهوري خذل الولايات المتحدة.

"نجم التجمع الإنجيلي"

ونُظّم المؤتمر بالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لإلغاء المحكمة العليا في الولايات المتحدة الحق في الإجهاض. وأثار ترمب أيضًا غضب بعض قادة اليمين المسيحي، ملمحًا إلى أن المرشحين المناهضين للإجهاض يتحملون مسؤولية النتائج الباهتة التي سجلها الجمهوريون في انتخابات منتصف الولاية الأخيرة.

لكن رغم ذلك، كان ترمب الذي وُجّهت إليه اتهامات بشراء صمت ممثلة أفلام إباحية حول علاقة مفترضة بينهما، نجم التجمّع الإنجيلي بلا منازع. وقال للحشد وسط مزيد من الهتافات "أعتبر ذلك وسام شجاعة عظيمًا. يتمّ توجيه اتهامات لي من أجلكم، وأعتقد أنكم أكثر من 200 مليون شخص يحبون بلدنا".

وتحدث الكثير من المسؤولين الحاضرين في المؤتمر عن استحسانهم لسجل ترمب بدلاً من التعليق على شخصيته.

ورأوا أنه يحارب من أجل مناصريه بشكل استثنائي لم يقم به أي سياسي آخر، وأنه أكثر رئيس التزم بوعوده الانتخابية في التاريخ الحديث، إذ إنه عمل على صون الحريات الدينية، وعيّن ثلاثة قضاة محافظين في المحكمة العليا ألغوا الحق الدستوري في الإجهاض.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
Close