لا مظاهر لعيد الأضحى المبارك في العاصمة السودانية، فرغم إعلان كل من قائدي الدعم السريع والجيش عن هدنة أحادية الجانب، لا تزال تسمع أصوات اشتباكات متقطعة في الخرطوم.
وقال قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان: إن "القوات المسلحة تعلن أن أول أيام العيد عيد الأضحى المبارك سيكون فيه وقف لإطلاق النار".
فقد هاجر الخرطوم جمع كبير من أهلها بحثًا عن ملاذات آمنة بعدما غاب الأمان عن العاصمة بمدنها الثلاث إثر تحولها إلى ساحة للاقتتال بين الأخوة الأعداء.
ولا يقتصر النزوح الداخلي والفرار الخارجي على سكان الخرطوم، بل يشمل أجزاء أخرى من السودان، ما يثير قلق الأمم المتحدة بعد أن تزايدت أعداد الفارين من الحرب.
وقال مساعد المفوض الأممي السامي لشؤون اللاجئين رؤوف مازو: إن "الصراع في السودان. بدأ في 15 أبريل/ نيسان، وشهدنا بالفعل أكثر من 560 ألف شخص يعبرون إلى البلدان المجاورة، كما شاهدنا ما يقرب من مليوني نازح داخل البلاد".
"قلق أممي"
من جهتها، تشعر مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بقلق كبير إزاء الاحتياجات الإنسانية المتزايدة للمتضررين من الأزمة، مع صعوبة إيصال المساعدات وانعدام الأمن، لا سيما في غرب دارفور.
وقد حال النزاع دون وصول أي مساعدات للمتضررين هناك، حسب المفوضية.
ويذهب القلق الأممي إلى أبعد من ذلك، ويتعدى الاحتياجات الإنسانية ليلامس البعد العرقي للحرب في السودان، فالنزاع يتخذ منحى عرقيًا في دارفور كما كان عليه في الماضي، وفق المنظمة الدولية.
ارتفاع عدد ضحايا الاشتباكات في #السودان، وقوات الدعم السريع تعلن سيطرتها على معسكر للشرطة#العربي_اليوم تقرير: ساهر عريبي pic.twitter.com/pZZjq7q5gM
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 26, 2023
وفي الأثناء، كشف بيان للترويكا الدولية بشأن السودان عن عقد ممثلين عن الولايات المتحدة والنروج والمملكة المتحدة اجتماعًا الأسبوع الماضي لمناقشة النزاع الجاري في البلاد.
وأدان المجتمعون انتهاكات حقوق الإنسان والعنف العرقي في دارفور، الذي ينسب في الغالب إلى جنود قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها، حسب البيان.
وشدد المجتمعون كذلك على الحاجة إلى ضغط دولي منسق لوقف القتال وحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.