Skip to main content

الشرطي يعتذر ووالدة الفتى تتحدث عن دوافع عنصرية.. أين تتجه أحداث فرنسا؟

الجمعة 30 يونيو 2023

أعلنت الرئاسة الفرنسية، اليوم الجمعة، أنّ الرئيس إيمانويل ماكرون سيترأس اجتماعًا جديدًا لخلية الأزمة الوزارية في باريس بعد أعمال شغب واحتجاجات لليلة الثالثة على التوالي إثر مقتل مراهق برصاص شرطي.

ووفق ما نقلت وكالة "فرانس برس"، قد يختصر ماكرون الموجود في بروكسل منذ الخميس لحضور قمة أوروبية، مشاركته ويعود قبل انتهاء الاجتماعات مع نظرائه. ويعقد مؤتمرًا صحافيًا قبل مغادرة مجلس الاتحاد الأوروبي.

وكان الشرطي الفرنسي المتهم بقتل الفتى نائل يوم الثلاثاء خلال عملية مراقبة مرورية في ضواحي باريس، قد قدم الاعتذار لعائلة الضحية، وفق ما أفاد محاميه.

وقال المحامي لوران-فرانك ليينار على قناة "بي إف إم تي في" الفرنسية: "الكلمة الأولى التي نطق بها هي آسف، والكلمات الأخيرة التي قالها كانت لتقديم الاعتذار للعائلة". 

اتهم بالقتل العمد

وأضاف: "أصيب موكلي بصدمة شديدة من عنف هذا الفيديو.. الذي شاهده لأول مرة أثناء احتجازه لدى الشرطة"، في إشارة إلى الصور التي تظهره وهو يطلق رصاصة تسببت في وفاة الشاب نائل البالغ 17 عامًا بعد رفضه الانصياع ووقف السيارة التي كان يقودها.

وتابع المحامي: "إنه منهار، فهو لا يستيقظ في الصباح ليقتل الناس. لا يريد أن يَقتل". 

والخميس، وُجهت إلى الشرطي تهمة القتل العمد وأعيد إلى الحبس الاحتياطي. لكن ليينار أعلن أنه سوف يستأنف قرار الحبس صباح الجمعة.

دوافع عنصرية

في المقابل، اعتبرت والدة الفتى الفرنسي من أصول عربية أن الحادثة لها دوافع عنصرية. وقالت منية لقناة "فرانس 5" في أول مقابلة إعلامية معها منذ إطلاق النار صباح الثلاثاء: "أنا لا ألوم الشرطة، أنا ألوم شخصًا واحدًا: الشخص الذي قتل ابني".

وأضافت: "لدي أصدقاء شرطيون. إنهم يدعمونني تمامًا... لا يتفقون مع ما حدث". 

ورأت أن الشرطي البالغ 38 عامًا كان يمكن أن يلجأ إلى طرق أخرى للسيطرة على ابنها الذي كان يقود سيارة بلا رخصة. وأضافت الأم باكية: "لم يكن مضطرًا لقتل ابني. رصاصة؟ من هذه المسافة من صدره؟ لا، لا". 

واعتبرت أن الشرطي "رأى وجهًا عربيًا، طفلاً صغيرًا، وأراد أن يقتله". وتساءلت الأم التي قالت إنها تعمل في القطاع الطبي، "إلى متى سيستمر هذا؟ كم عدد الأطفال الآخرين الذين سيقتلون على هذا النحو؟ كم من الأمهات سيجدن أنفسهن في مكاني؟".

وقادت منية الخميس مسيرة في ضاحية نانتير غربي باريس حيث عاشت مع ابنها وانتهت بوقوع صدامات بين المتظاهرين والشرطة.

توتر متصاعد

ومنذ ليل الأربعاء، تشهد فرنسا مواجهات عنيفة بين محتجين على مقتل الشاب في ضاحية نانتير والشرطة وقد شهدت ضواحي باريس أعمال شغب وتخريب طالت ممتلكات عامة ومدارس ومستشفيات ووسائل نقل وبعض المصحات الطبية.

كما أفادت وسائل إعلام فرنسية باعتقال ما لا يقل عن 421 شخصًا في فرنسا في الليلة الماضية من بينهم 242 في العاصمة باريس.

ويعتبر الصحفي المتخصص في الشؤون الفرنسية علاء الدين بونجار أن الحكومة الفرنسية اختارت الحكمة للتعامل مع الوضع هذه المرة، فمنذ أن انتشرت صور مقتل الشاب نائل سارع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للتصريح بأن ما حدث غير مبرر وربما لم يكن هناك داع لاستعمال السلاح. 

ورأى بونجار أن السلطة الفرنسية تحاول أن تبعث برسائل مفادها أن العدالة هي التي تقرر المسار، حيث رأت كيف كانت الليلة الأولى والثانية على حادثة مقتل الشاب. وقال في حديث إلى "العربي"  من باريس: "مقتل الشاب هو النقطة التي ملأت الكأس وإن التوتر يستمر بالرغم من المسيرة البيضاء ودعوات التهدئة". 

وبحسب بونجار، يريد المتظاهرون أن يكون نائل آخر شخص يدفع الثمن، مشيرًا إلى غياب تقارير عن عدد القتلى الذين يسقطون جراء تدخلات الشرطة.

وأوضح الصحفي أنه منذ عام 2017 حين أقرّ البرلمان الفرنسي قانونًا يعطي للشرطة الحق في الدفاع عن النفس، بات استخدام الشرطة للسلاح أمرًا سهلًا وقد أردي العشرات وجميعهم ينحدرون من عائلات فقيرة في الضواحي الفرنسية وهم من البشرة السوداء أو من أصول عربية. 

واعتبر أن الشباب يخشون أن يكون أحد منهم التالي ويقومون باحتجاجات وأعمال شغب لأنهم يريدون أن يكون الحل أكبر.

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة