اقتحمت قوات القمع الإسرائيلية اليوم الثلاثاء، قسم (4) في سجن "النقب" الصحراوي، ونقلت الأسرى القابعين فيه إلى الأقسام الأخرى، وأجرت عمليات تفتيش واسعة، حسبما أفاد نادي الأسير الفلسطيني.
وقال نادي الأسير في بيان: إنّ "أسرى قسم (4) نفذوا مؤخرًا احتجاجات، رفضًا لمماطلة إدارة السجن في نقل الأسير رائد بدوان إلى عيادة السجن، بعد أن تعرض لتدهور في وضعه الصحي، واليوم وفي إطار عملية الانتقام منهم، أقدمت قوات القمع على اقتحام القسم".
ولفت إلى أنّ عمليات الاقتحام تُعتبر إحدى أبرز السياسات الثابتة التي تنتهجها إدارة سجون الاحتلال بحق الأسرى، بهدف ضرب أي حالة من "الاستقرار" وفرض مزيد من السيطرة والرقابة عليهم، ويمتد ذلك للمساس بالبنية التنظيمية التي تعتبر الأساس في إدارة الحياة الاعتقالية للأسرى.
إغلاق الأقسام في سجن عوفر
وعلى صعيد آخر، أكد نادي الأسير أن الأسرى في سجن "عوفر" قرروا، اليوم، إغلاق الأقسام، وإعلان حل الهيئات التنظيمية كخطوة أولية احتجاجًا على التفتيشات اليومية، والمماطلة في تأخير إدخال أهاليهم خلال الزيارة، والنقص الكبير في الملابس، والعقوبات اليومية بحقهم، إلى جانب حالة الاكتظاظ داخل أقسام "المعبار"، وذلك مع ارتفاع أعداد المعتقلين الجدد، وعدم توفير الاحتياجات الأساسية لهم.
أكثر من ألف معتقل منذ مطلع العام.. سلطات الاحتلال توسع دائرة الاعتقال الإداري#فلسطين pic.twitter.com/PBSo2Z1gW1
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 25, 2023
وكانت إدارة سجون الاحتلال صعدت من عمليات التنكيل بحق الأسرى خلال الاقتحامات، وشهدت ذروتها عام 2019، حيث سُجلت اقتحامات كانت الأكثر عنفًا منذ أكثر من عشر سنوات.
ومنذ أواخر العام المنصرم وحتى مطلع العام الجاري، سُجلت العديد من الاقتحامات في عدة سجون، وخلالها نكلت قوات القمع بالأسرى، وعزلت قيادات من بينهم، وخربت ودمرت مقتنياتهم، كما صادرت العديد من كتاباتهم.
اعتقال 130 فلسطينيًا خلال اجتياح جنين
في غضون ذلك، أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، بأن قوات الاحتلال شنت حملة اعتقالات واسعة في صفوف المواطنين في مخيم جنين، خلال العدوان الإسرائيلي الأخير.
وأوضحت الهيئة على لسان محاميتها شيرين العراقي، عقب زيارة سجن "مجدو"، أن قوات الاحتلال اعتقلت 130 مواطنًا بينهم مصابون من مخيم جنين، حيث حولت عددًا منهم إلى الاعتقال الإداري.
الارتدادات والتحديات المستقبلية بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على مخيم #جنين#تقدير_موقف #فلسطين pic.twitter.com/v53m8kdUuJ
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 9, 2023
وأشارت إلى أن هناك اكتظاظًا عاليًا في أقسام السجن، حيث قامت إدارته بفتح قسم إضافي مخصص لأسرى المخيم.
اعتصام أمام الصليب الأحمر في البيرة دعمًا للأسرى
ميدانيًا، نُظم اليوم الثلاثاء، الاعتصام الأسبوعي في مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة البيرة، إسنادًا للحركة الأسيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وبدأ الاعتصام بالوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة على أرواح شهداء فلسطين، وروح الراحل رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين اللواء قدري أبو بكر، الذي توفي في حادث سير وقع مطلع يوليو/ تموز الجاري قرب بلدة جماعين جنوب نابلس.
ورفع المشاركون صور عدد من الأسرى، ولافتات تطالب بوقف سياسات التنكيل التي تنتهجها إدارة سجون الاحتلال، وفي مقدمتها الاعتقال الإداري والإهمال الطبي المتعمد.
وفي كلمة باسم مؤسسات الأسرى والقوى الوطنية، قال الوكيل المساعد في هيئة شؤون الأسرى والمحررين لشؤون المديريات مهند جرادات: "نعاهد الأسرى على المضي قدمًا نحو تحريرهم والعمل الدؤوب والمتواصل ليلًا نهارًا وفي كل المحافل والميادين من أجل إحقاق حقوقهم ونيلهم الحرية".
وشدد على أن القيادة لن تكون منكفئة على ذاتها حيال قضية الأسرى وملفهم المقدس، وستبقى الفصائل تناضل إلى جانبهم.
وطالب أبناء الشعب الفلسطيني لا سيما الأسرى المحررين، بالتواجد في كل مكان ومحفل ومنبر وفي الميدان لأجل إغلاق هذا الملف النازف.
وطالب جرادات كافة المؤسسات الحقوقية المحلية والعالمية، بتكثيف الجهود على صعيد المجتمع الدولي، لإطلاق سراح الأسرى المرضى، وفي مقدمهم الأسيران المريضان بالسرطان وليد دقة وعاصف الرفاعي، والعمل بالتوازي مع ذلك على تحرير جثامين شهداء الحركة الأسيرة المحتجزة.