ستقيس مهمة فضائية جديدة مقدار الحرارة المحتبسة في الغلاف الجوي للأرض، للمساعدة في معرفة ما إذا كانت البشرية تحرز أي تقدم في معالجة أسوأ آثار تغير المناخ، بحسب موقع "سبيس".
وتسمى المهمة الجديدة "تروثز" (Thruths)، وتختزل هذه التسمية عبارة "القياسات الإشعاعية التي يمكن تتبعها والتي تدعم دراسات الأرض والهيليو".
وتعد وكالة الفضاء الأوروبية وشركاؤها هذه المهمة حاليًا. وسوف تدرس ما يسمى بتوازن طاقة الأرض، أي الفرق بين كمية الطاقة التي تصل إلى الكوكب من الشمس ومقدار انعكاسها مرة أخرى إلى الفضاء.
وكلما زادت الحرارة التي تحتفظ بها الأرض، ازدادت درجة دفئها، وخطورة غازات الاحتباس الحراري التي تهيئ الظروف لكوكب الأرض لاحتجاز المزيد من الحرارة الموجهة لها.
وقالت وكالة الفضاء الأوروبية في بيان: إن مهمة "تروثز"، التي تم تقديمها في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في غلاسكو الأسبوع الماضي، "ستضع معيارًا لاكتشاف التغير في نظام مناخ الأرض".
وتتكون المهمة من قمر اصطناعي يمكن إطلاقه في مدار الأرض عام 2029.
TRUTHS shapes up, ESA’s new TRUTHS mission is taking shape. Highlighted today at COP26, this new mission is moving from its feasibility phase into its preliminary design phase. TRUTHS is set to provide m... https://t.co/IqIwrUS7Pc pic.twitter.com/SVMfqD5s4J
— Copernical.com (@Copernical) November 4, 2021
وستلعب المهمة دورًا حيويًا في تحسين كيفية رصدنا لتغير المناخ باستخدام بيانات الأقمار الاصطناعية ودعم الإجراءات المناخية الحاسمة التي تتفاوض عليها الدول في قمة المناخ، بحسب بيث غريناواي، رئيس مراقبة الأرض والمناخ في وكالة الفضاء البريطانية، وهي الشريك الرئيس لوكالة الفضاء الأوروبية في هذه المهمة.
وستحمل المركبة الفضائية أداتين رئيستين: مقياس الإشعاع المطلق الشمسي المبرد ومقياس طيف التصوير الفائق الطيفي. وستعمل هاتان الأداتان بشكل مستمر على قياس الإشعاع الشمسي الوارد والانعكاس.
وستساعد المهمة في اكتشاف التغيرات في مناخ الأرض بشكل أسرع، ولكن أيضًا إنشاء نظام مرجعي فائق الدقة سيتم استخدامه كمعيار للقياسات والنماذج المناخية الأخرى.
وقالت وكالة الفضاء الأوروبية في البيان: "إن البعثة لا تزال تنتظر قرارًا بشأن التمويل، ولكن إذا سارت الأمور على ما يرام، فيجب أن تكون في المدار بحلول عام 2029".
وتلعب الأقمار الاصطناعية دورًا رئيسًا في مراقبة علامات تغير المناخ، لكن تقريرًا حديثًا صادرًا عن لجنة الأقمار الصناعية لرصد الأرض، قال: "إن دقة الملاحظات الفضائية تحتاج إلى تحسين لتمكين العلماء وصانعي السياسات من تقييم ما إذا كان لتدابير المعالجة المتخذة أي تأثير".
وقالت وكالة الفضاء البريطانية في بيان: "قد تساعد المهمة في مواجهة هذا التحدي".
ويُلزم اتفاق باريس، الذي تم التفاوض بشأنه في المؤتمر الكبير السابق لمؤتمر المناخ، الذي عقد في باريس عام 2015، الدول بالسعي إلى الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية مقارنة بأوقات ما قبل العصر الصناعي.