الجمعة 13 Sep / September 2024

عسكرة المحيط الهادئ.. نذر مواجهة بين بكين وواشنطن؟

عسكرة المحيط الهادئ.. نذر مواجهة بين بكين وواشنطن؟

شارك القصة

ناقش برنامج "للخبر بقية" المناورات العسكرية الأميركية- الأسترالية بمشاركة قوات من 13 دولة (الصورة: غيتي)
ما أسباب تعزيز العلاقات العسكرية الأميركية - الأسترالية، وما أهداف المناورات التي جمعت الطرفين في المحيط الهادئ؟

بمشاركة أكثر من  30 ألف فرد من 13 دولة في المحيط الهادئ، في مقدمتها الولايات المتحدة، بدأت مناورات "سيف الطلاسم" (Talisman Sabre) العسكرية الضخمة من السواحل الأسترالية.

وتُمثّل المناورات، وفق المنظّمين، نشاطًا للعائلات الجغرافية ذات الإستراتيجية نفسها صوب المحيط الهادئ.

وفي وقت تنظر فيه أطراف دولية إلى المناورة والتدريبات على أنّها استعراض للقوة، مع تعزيز الصين بشكل متزايد لقوتها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

وفي أعقاب تقارير عسكرية أسترالية عن سعي الصين إلى مراقبة حيثيات وسير المناورات الأضخم في المحيط الهادئ، دشّنت كانبيرا وواشنطن، في حدث تاريخي لأول مرة، سفينة حربية أميركية في إطار سعي البلدين إلى تعزيز علاقاتهما العسكرية ردًا على توسّع الصين في المنطقة.

ووفقًا لمسؤولي البلدين، فان الخطوة التاريخية الأميركية تمثّل التزامًا صارمًا مشتركًا يهدف إلى دعم ما أسموه النظام القائم على القواعد الثابتة لكليهما.

وتأتي التدريبات العسكرية ردًا مباشر على المناورات الصينية- الروسية، كما أنّها حلقة في سلسلة الاستقطاب الشديدة لجزر المحيط الهادئ بين الولايات المتحدة والصين، في دلالة على انتقال الصراع نحو الشرق، ومع التحذيرات الصينية المتوالية من تشكيل حلف عسكري مشابه لحلف شمال الأطلسي بالقرب منها.

وتتهم بكين واشنطن بمحاصرتها، وخنق توسّعها في بحر الصين الجنوبي، والمحيط الهادئ بشكل عام. وتصبّ الهرولة صوب الوجود هناك، في احتمالات تحويلها إلى ثكنة عسكرية تهدف لتحقيق الردع المتوازن.

فما أسباب تعزيز العلاقات العسكرية الأميركية- الأسترالية؟ وما أهداف المناورات؟ وما حقيقة المخاوف من التلويح بتصعيد عسكري؟

"ردّ على النفوذ الصيني السريع"

وأوضحت سيسيل شي، المستشارة السياسية والعسكرية السابقة في وزارة الخارجية الأميركية، أنّ التقارب الأميركي- الأسترالي ليس جديدًا، بل يعود إلى أكثر من 80 عامًا.

وقالت شي، في حديث إلى "العربي" من إلينوي: إنّ التدريبات تحدث كل عامين، وهي ردّ على النفوذ السريع والمتزايد للصين في المنطقة وهو أمر مثير للقلق.

وأضافت أنّ المنطقة تذّكر بأحداث الحرب العالمية الثانية، بحيث تأتي هذه التدريبات لتهدئة مخاوف كانبيرا.

"لا طموحات صينية في المحيطين الهندي والهادئ"

بدوره، نفى الدكتور جون غونغ، الأكاديمي والباحث في الشؤون السياسية الصينية، أنّ تكون الصين هي من تمثّل خطرًا على أستراليا.

وقال غونغ، في حديث إلى "العربي" من بكين: إنّ ما يحدث في منطقة المحيط الهادئ هو ردّ على التفاعلات التجارية وتوسيع العلاقات مع دول المنطقة، التي كانت مهملة من الناحية الاقتصادية.

وأكد أنّ الصين لا تملك أي طموحات في جزر المنطقة، مضيفًا أنّ طريق الحزام الصينية يستهدف البنية التحتية في هذه البلدان من موانئ وشبكة اتصالات، كي تكوّن علاقات اقتصادية وتجارية بين الصين وهذه الدول.

وتحدّث عن أنّ هذه الدول كانت حقل تجارب نووية للولايات المتحدة في السابق.

"لا مواجهة عسكرية"

من جهته، أشار الدكتور حسني العبيدي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جنيف، إلى تغيّر في العقيدة العسكرية الأميركية في عهد إدارة الرئيس الحالي جو بايدن، التي ترى أنّ هناك تخلّي عن الأهمية الإسترايجية لمنطقتي المحيطين الهادئ والهندي.

وقال العبيدي، في حديث إلى "العربي" من جنيف: إنّ المنطقة حسّاسة فعلًا، إذ أنّ مَن يُسيطر على هذه المنطقة يُسيطر على العالم، إذ تضمّ حوالي 50% من سكان العالم، و30% من اليابسة، وممرات مهمّة جدًا.

وأوضح أنّ الولايات المتحدة تريد إعطاء طابع عسكري أمني جيوسياسي لهذه المنطقة، في حين أنّ الصين وبعض الدول الأخرى تريد أن تبقيها حرّة.

وأكد أن الدول لا تريد مواجهة عسكرية في المنطقة، بل مشروع لاحتواء الصين كي تُدرك أن لديها حدود لا يُمكن تخطيها في المنطقة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close