أعلنت وزارة الآثار الفلسطينية أن علماء ومتخصصين عثروا على 125 قبرًا على الأقل يحتوي معظمهما على هياكل عظمية لا تزال سليمة إلى حد كبير، وتابوتين نادرين مصنوعين من الرصاص.
وجاء هذا الاكتشاف في مقبرة من العصر الروماني يعود تاريخها لألفي عام، كانت قد اكتُشفت في قطاع غزة خلال العام الماضي، حيث كان القطاع موقعًا تجاريًا مهمًا بالنسبة لحضارة المصريين القدماء، والفلسطينيين، مرورًا بالإمبراطورية الرومانية، والحروب الصليبية.
الحاجة للتمويل
وفي الماضي، كان علماء الآثار المحليون يدفنون القطع التي يعثرون عليها بسبب نقص التمويل، لكن منظمات فرنسية ساعدت في التنقيب في هذا الموقع، الذي اكتشفه طاقم بناء يعمل في مشروع إسكان بتمويل مصري خلال فبراير/ شباط من العام الماضي.
بالصدفة وخلال عمل الجرافات.. اكتشاف مقبرة أثرية في #غزة تعود إلى نحو 2000 عام #فلسطين pic.twitter.com/MhoV7warKy
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) February 1, 2022
وقال فضل العطل، وهو خبير في المدرسة التوراتية والأثرية الفرنسية في الموقع إنه لأول مرة في فلسطين يتم اكتشاف مقبرة بهذا الحجم، حيث وصل عدد القبور إلى 125. كذلك هي المرة الأولى التي يتم اكتشاف توابيت من الرصاص في القطاع، وهي "مزخرفة بالعنب والدرافيل".
وأضاف العطل، "نحن بحاجة إلى التمويل حتى لا يندثر هذا التاريخ"، آملًا في أن يصبح الموقع وجهة سياحية، مع متحف لعرض القطع.
صور: العثور على تابوت ثانٍ من الرصاص في مقبرة أثرية من العصر الروماني تم اكتشافها في مدينة غزة في أوائل عام 2022. pic.twitter.com/bhqxdfEkFn
— هنا فلسطين (@Palestine27k) July 16, 2023
الجذور الفلسطينية
وشارك ما لا يقل عن 25 من المهندسين والفنيين في أعمال الحفر والتنظيف والحفاظ على الهياكل العظمية، أمس الأحد، في طقس شديد الحرارة. كما قاموا بتجميع جرار من الفخار عثر عليها داخل بعض القبور.
وقال جمال أبو ريدة مدير عام وزارة الآثار في غزة: "هذا كشف غير مسبوق، أهمية هذه المقبرة هي أنها تجذّر الوجود الفلسطيني على هذه الأرض وأنه يمتد الى آلاف السنين". وأضاف أن هذا الكشف "يعمق الجذور الفلسطينية على هذه الأرض ويظهر أنها تعود إلى آلاف السنين".
وتخضع غزة لحصار الاحتلال الإسرائيلي وسط قيود على المعابر الجنوبية تفرضها مصر على الحدود منذ عام 2007، حيث يعاني سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون فلسطيني من تبعات الحروب التي اندلعت منذ ذلك الحين.