دور بارز لتغير المناخ بتفاقم الأوضاع.. موجات الحر تترك آثارها على كوكب الأرض
خلص تقييم للعلماء نشر، اليوم الثلاثاء، إلى أن تغير المناخ بسبب نشاط الإنسان لعب دورًا "مؤثرًا من دون شك" في موجات الحر الشديد التي اجتاحت أميركا الشمالية وأوروبا والصين هذا الشهر.
وتسببت الظواهر الجوية المتطرفة خلال شهر يوليو/ تموز الجاري، في أضرار بأنحاء الكوكب مع بلوغ درجات الحرارة مستويات قياسية في الصين والولايات المتحدة وجنوب أوروبا، وانتشار حرائق الغابات، ونقص المياه، وارتفاع حالات دخول المستشفيات بسبب الحر الشديد.
وفي مطلع هذا الأسبوع، جرى إجلاء مئات السياح من جزيرة رودس اليونانية هربًا من حرائق الغابات التي سببتها موجة حارة قياسية، فيما تشهد الجزائر حرائق مماثلة أدت إلى وفاة 34 شخصًا، وكذلك تونس ودول أخرى.
وتشير دراسة أعدها فريق إسناد الطقس في العالم، وهو فريق عالمي من العلماء الذين يبحثون في علاقة تغير المناخ بالظواهر الجوية المتطرفة، إلى أنه لولا تغير المناخ بفعل نشاط البشر لكانت تلك الظواهر هذا الشهر "نادرة للغاية".
دور التغير المناخي
وقال عز الدين بينتو من المعهد الملكي الهولندي للأرصاد الجوية، الذي شارك في إجراء الدراسة، خلال إفادة للصحفيين: "كان من المستحيل عمليًا ارتفاع درجات الحرارة في أوروبا وأميركا الشمالية من دون تأثيرات التغير المناخي". وأضاف: "في الصين أصبح الأمر أقرب للحدوث 50 مرة مقارنة بالسابق".
وبحسب تقدير فريق إسناد الطقس في العالم، فإن ارتفاع تركيزات غازات الاحتباس الحراري رفع درجة حرارة موجة الحر الأوروبية 2.5 درجة مئوية عما كانت عليه، كما أدى لارتفاع موجة الحر في أميركا الشمالية درجتين مئويتين وفي الصين درجة مئوية واحدة.
وكانت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية قد أطلقت قبل أسبوع تحذيرها من أن شدة موجات الحر ستستمر في الازدياد في مناطق شاسعة من العالم، منبهة من حدوث وفيات بسبب ذلك.
ودقت الأمم المتحدة ناقوس الخطر في وقت وصلت فيه درجة الحرارة جنوبي إيطاليا على سبيل المثال إلى 46 درجة مئوية، وهو رقم قياسي جديد في أوروبا. وتترقب مناطق أخرى في القارة مستويات مماثلة.
وجاءت الدعوات لتدابير احترازية في ظل تأكيدات أممية على أن مطلع الشهر الجاري كان الأشد حرارة على الإطلاق في كوكب الأرض، مشيرة إلى أن يونيو/ حزيران الماضي كان أعلى حرارة من أي عام آخر بسبب الاحتباس الحراري.