بعد تسلم تشياني السلطة.. واشنطن تؤكد دعمها لرئيس النيجر المخلوع
أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أمس الجمعة، أنّ الوزير أنتوني بلينكن أبلغ رئيس النيجر المخلوع محمد بازوم خلال اتصال هاتفي، بأنّ الولايات المتحدة ستعمل على ضمان استعادة النظام الدستوري بالكامل في أعقاب انقلاب عسكري في هذا البلد الإفريقي.
وفي ترجمة فعلية للدعم الأميركي للرئيس المخلوع، أعلنت الولايات المتحدة بشكل رسمي بأن الإطاحة ببازوم تُعرّض للخطر المساعدات العسكرية الأميركية لهذه الدولة الفقيرة ذات الموقع الإستراتيجي.
وأكّد بلينكن لرئيس النيجر المخلوع "دعم" الولايات المتحدة "الثابت" له، مشدّدًا على أنّ الانقلاب العسكري يُعرّض للخطر "مساعدات بمئات ملايين الدولارات" لنيامي، وفق ما صرّح متحدّث باسمه.
وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجيّة الأميركيّة ماثيو ميلر في بيان، إنّ بلينكن شدّد خلال اتّصال هاتفي مع بازوم هو الثاني خلال أيّام، على أنّ "الولايات المتحدة ستُواصل العمل لضمان الاستعادة الكاملة للنظام الدستوري والحكم الديمقراطي في النيجر".
تواصل مع باريس
وتحدث بلينكن أيضًا هاتفيًا مع وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا وبحث معها الجهود المبذولة لاستعادة النظام الدستوري في النيجر، وفق بيان الخارجية الأميركية.
وكان الرئيس الفرنسي أيمانويل ماكرون قد وصف الانقلاب بالخطير، وطالب بإطلاق سراح بازوم، مشيرًا إلى أن فرنسا ستدعم المنظمات الإقليمية، إذا قررت فرض عقوبات على قادة الانقلاب.
ويرأس ماكرون اليوم السبت، اجتماعًا دفاعيا بشأن الانقلاب في النيجر، حسبما أعلن الإليزيه أمس.
وكان ماكرون قد أدان بـ"أشد العبارات" الانقلاب العسكري الذي وقع الأربعاء الماضي. ولدى فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، نحو 1500 جندي في هذه الدولة الواقعة في غرب إفريقيا.
"التعاون في خطر"
وكان قادة الانقلاب في النيجر قد اختاروا الجنرال عبد الرحمن تشياني رئيسًا جديدًا للدولة في أعقاب الانقلاب العسكري السابع في غرب ووسط إفريقيا، خلال أقل من ثلاث سنوات.
وتشياني هو قائد قوات الحرس الرئاسي التي احتجزت بازوم في قصر الرئاسة، يوم الأربعاء، ثم أعلنت عزله بسبب سوء الإدارة، وتدهور الوضع الأمني.
من جانبه، قال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض للصحافيين: "نذكّر أولئك الذين يحاولون الاستيلاء على السلطة بالقوة أن إطاحة الرئيس المنتخب ديمقراطيًا بازوم، ستعرّض تعاون الولايات المتحدة الكبير مع حكومة النيجر للخطر".
وأضاف أن "الاستيلاء العسكري قد يدفع الولايات المتحدة لوقف التعاون الأمني وسواه مع حكومة النيجر".
كما حذّر كيربي من أن الانقلاب "من شأنه أن يقوي المنظمات المتطرفة العنيفة ويقوض الاستقرار" و"يؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن والعنف في المنطقة".
"نقف إلى جانبكم"
وظهر الجنرال عبد الرحمن تشياني قائد الحرس الرئاسي في النيجر الذي يقف وراء الانقلاب، على التلفزيون الرسمي الجمعة باعتباره الرجل القوي الجديد في البلاد. واعتقل بازوم رغم احتجاجات الحكومات الإفريقية والأوروبية والأميركية. لكن كيربي أكد أن واشنطن ما زالت تأمل في التوصل إلى حل.
وقال كيربي: "نعتقد أنه لا يزال هناك مجال للدبلوماسية هنا، وأن هذه الدبلوماسية تتم متابعتها بنشاط ليس من الولايات المتحدة فحسب، لكن أيضًا من جانب حلفائنا وشركائنا الأفارقة".
وأضاف كيربي أن قرابة ألف جندي أميركي في النيجر سيبقون في أماكنهم حاليًا.
وتابع "إلى جانب الشركاء الدوليين الآخرين، نراقب هذا الوضع عن كثب لتحديد خطواتنا التالية بشكل جماعي". وتوجه إلى شعب النيجر بالقول: "من المهم أن تعرفوا أن الولايات المتحدة وهذه الإدارة تقف إلى جانبكم".