هناك الكثير من تقاليد الزواج التي تختلف باختلاف عادات وتقاليد كل بلد أو ديانة، من الركوع على ركبة واحدة أثناء عرض الزواج إلى ارتداء خاتم الزواج في اليد اليسرى.
ففي مراسم الزفاف بمعظم دول العالم يضع العروسان خاتم الزواج، بشكل تلقائي، في الإصبع الرابع من اليد اليسرى، حيث إنّ هذا التقليد شائع منذ القدم لدرجة أن لا أحد قد يفكر في سبب ذلك.
هكذا أصبح البنصر الأيسر معروفًا بحدّ ذاته باسم "إصبع الخاتم"، لكن هل تساءلتم يومًا لماذا نرتدي خواتم الزفاف على هذا الإصبع تحديدًا؟ إليكم الإجابة.
تاريخ ارتداء خواتم الزواج
يعود تاريخ ارتداء خواتم الزواج إلى الحضارة المصرية القديمة منذ ما يقرب من 5000 عام، حيث وجد علماء الآثار أدلة في الكتابة الهيروغليفية على أن العرائس كن يرتدين خاتمًا رمزًا للارتباط وإعلانًا عن الحالة الاجتماعية، وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية.
ومع ذلك، لا يوجد دليل تاريخي يشير إلى أي أصبع كان المصريون القدماء يضعون الخاتم فيه.
هذا على عكس الثقافات القديمة الأخرى، بحيث أكّد مؤرخون أن المتزوجين كانوا يلبسون خواتم الزفاف في يدهم اليسرى في حضارات قديمة مثل الإغريق والرومان القدماء.
ويعتقد أنّ الرومان لبسوا الخواتم الدائرية عند الزواج كرمز للبقاء معًا، بحيث تمثل الدائرة الأبدية التي لا تنتهي.
نظرية "وريد الحب"
أما تفسير وضع خاتم الزواج في البنصر الأيسر، فتختصره برناديت تشابمان مؤسسة تحالف منظمي حفلات الزفاف في المملكة المتحدة، بأنه "في العصور القديمة، كان يُعتقد أن هناك وريدًا في البنصر الأيسر يمتد مباشرة إلى القلب".
وبالطبع، كان يُعتقد حينها بأن القلب هو مركز العواطف والمشاعر البشرية، ولذلك أطلق الرومان القدماء على هذا الوريد اسم "فينا أموريس"، أي "وريد الحب".
ويمثل الخاتم باليد اليسرى اتحاد العروسين بالحب، بحيث يوضع خاتم زواج على الإصبع الذي يمر فيه "وريد الحب".
إلا أنه بالطبع، تطورت معرفتنا بجسم الإنسان بشكل كبير منذ ذلك الحين وأثبت العلم أن البشر ليس لديهم مثل هذا الوريد "للأسف"، وفق موقع "ريدرز دايجست".
بالإضافة إلى ذلك، نعلم اليوم أيضًا أن وظيفة القلب هي ضخ الدم في الجسم، إلا أن ذلك لم يمنعنا من الاستمرار في اتباع هذا التقليد الذي يحمل رمزية مميزة أقرب إلى الشعرية.
النظرية الصينية
في هذا السياق، تتحدث بعض المواقع المختصة عن انتشار نظرية في الحضارة الصينية حول أصابع الخاتم.
فوفقًا لموقع "لميرفيس دايموند"، كل إصبع في اليد اليسرى يمثل إما الماضي، أو الحاضر، أو الأجيال المقبلة من عائلتكم. ويمثل الإبهام تحديدًا الوالدين، فيما يمثل أصبع السبابة الإخوة، والأوسط أنت، والإصبع الرابع شريك الحياة، والخنصر هو أطفالك في المستقبل.
وتسير النظرية على النحو التالي: اجعل جميع أصابع يديك تلامس بعضها باستثناء الأصبع الأوسط الذي يرمز لك، واجعل مفاصل الأصبعين الأوسطين تلامس بعضها من المنتصف. ثم اسحب كل إصبع على حدة، سترى أن كل الأصابع، باستثناء الرابع ستكون قادرة على التحرر من الأخرى.
هذا يمثل وفق النظرية الصينية، حقيقة أن الإنسان لن يبقى مع والديه أو إخوته أو أطفاله إلى الأبد، بل شريك حياته هو من سيظل معه.
صراع الطوائف
من جهة ثانية، ينسب بعض المؤرّخين تقليد وضع خاتم الزواج في البنصر الأيسر إلى الكنيسة الأنغليكانية.
فبحسب "إنسايدر" طلب رجال الدين الأنغليكانيين في حوالي عام 1549، من أعضاء الكنيسة ارتداء الخاتم على هذا الإصبع، حتى يتم تمييزهم عن الكاثوليك والمسيحيين الآخرين.
حينها كان المسيحيون في أوروبا يرتدون خواتم الزفاف في الإصبع الرابع من اليد اليمنى.
خاتم الزواج في اليد اليمنى
في المقابل، وعلى الرغم من انتشار تقليد وضع خاتم الزواج باليد اليسرى، خصوصًا في الثقافات الغربية، إلا أن ذلك ليس معمّمًا.
وفي هذا السياق، يلفت موقع "دايموندز إنترناشونال" إلى أنه في بعض البلدان، مثل روسيا وكولومبيا، يعتبر وضع خاتم الزواج بنصر اليد اليمنى خيارًا أكثر شيوعًا للمتزوجين.
كما أن التقليد المعتمد في بعض أنحاء أوروبا والهند، هو ارتداء خواتم الزفاف في إصبع الخاتم من اليد اليمنى بحسب ما يوضح ديفيد شوينفيلد مؤسس "رينغ بير" في أميركا الجنوبية.
على سبيل المثال، يضع بعض الأزواج في أوروبا مثل النمسا والدنمارك وألمانيا خواتمهم على اليد اليمنى. فيما يضع المتزوجون في الهند الخاتم على اليد اليمنى أيضًا، حيث تعتبر اليد اليسرى غير نظيفة، وفقًا لـ "ريديرز دايجست".
ويشرح شوينفيلد: "في بعض الثقافات أيضًا يوضع خاتم الخطوبة على اليد اليمنى قبل أن ينقل إلى اليد اليسرى عند الزواج"، مثل البلدان العربية.
