الأحد 3 نوفمبر / November 2024

بين الدبلوماسية والعسكرية.. خيارات مفتوحة أمام مواجهة انقلاب النيجر

بين الدبلوماسية والعسكرية.. خيارات مفتوحة أمام مواجهة انقلاب النيجر

شارك القصة

ناقش برنامج "للخبر بقية" مخرجات قمة أبوجا وردود فعل الانقلابيين على القمة وردود فعل القوى الدولية بشأن ما يجري (الصورة: غيتي)

تحوّلت النيجر إلى ساحة سجال بين القوى الكبرى خاصة الولايات المتحدة وروسيا، وإن كانتا لم تُعلنا بشكل رسمي التدخّل رسميًا.

أكد المجتمعون في ختام قمة مجموعة "إيكواس" الاستثنائية التي انعقدت لبحث انقلاب النيجر، أنّه من الضروري إعطاء القنوات الدبلوماسية الأولوية في السعي لإعادة الحكم الدستوري بعد الانقلاب العسكري؛ ولم يستبعدوا أي خيار آخر، بما في ذلك استخدام القوة كحل أخير.

كما تعهّدت المجموعة باستعادة المسار الدستوري في النيجر، داعين إلى تفعيل قوات الاحتياط في دول المجموعة الإفريقية.

وأثناء انعقاد القمة في أبوجا، هدّد الانقلابيون بتصفية الرئيس المعزول محمد بازوم إذا تدخّلت الدول المجاورة عسكريًا.

وشكّل الانقلابيون حكومة جديدة، في خطوة تُشير إلى تحدي الإنقلابيين لكل ما سيصدر عن اجتماع "إيكواس".

ساحة سجال عالمية

وفي الوقت الذي يتواصل فيه استعداد الانقلابيين لأي عمل عسكري يستهدف البلاد، صدرت الأوامر بتفعيل أقصى درجات الحيطة في قوات الجيش والأمن، كما اتهموا فرنسا صراحة بتنفيذ عمل عسكري استهدف تحرير "إرهابيين" وخرق المجال الجوي.

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه بشأن ظروف اعتقال رئيس النيجر المعزول محمد بازوم، داعيًا إلى الإفراج عنه.

وتحوّلت النيجر إلى ساحة سجال بين القوى الكبرى خاصة الولايات المتحدة وروسيا، وإن كانتا لم تُعلنا بشكل رسمي التدخّل رسميًا.

لكنّهما يتّفقان على الحل السلمي ويُضاعفان فرص تقلّص التدخّل العسكري بالتوازي مع العقوبات الأوروبية التي تدفع إلى تجنّب استخدام القوة من خلال الضغط على الانقلابيين. غير أن خيار القوة لا يزال ثابتًا في المعادلة المعقّدة.

"الخيار الدبلوماسي هو أولوية"

في هذا السياق، أوضح روتيمي أولاوالي، الباحث السياسي في النيجر، أنّه من الضروري أن تضع "إيكواس" خطة دبلوماسية، أو خيارات دبلوماسية كي لا تخرج الأمور عن السيطرة.

وقال أولاوالي، في حديث إلى "العربي" من أبوجا: إنّ "إيكواس" لم تتسامح مع الانقلابات السابقة، لذلك فإنه من الأسهل أن يكون الخيار دبلوماسيًا نظرًا لأنّ منطقة الساحل هي منطقة حسّاسة، لا سيما فيما يتعلّق بالتطرّف.

وأضاف أنّ العقوبات الاقتصادية سيكون لها أثر كبير على الاقتصاد النيجري.

"النيجر وصلت إلى نقطة اللانهاية"

بدوره، أكد الدكتور إدريس آيات، الأكاديمي والمتخصّص في الشؤون الإفريقية، أنّ النيجر وصلت إلى نقطة اللانهاية، لأن الخطوات الاستباقية التي قام بها الانقلابيون بتعيين حكومة انتقالية تُشير إلى أنّ لا نية للمجلس العسكري بالتراجع.

وقال آيات، في حديث إلى "العربي" من الكويت: إنّ هناك تحذيرات من بعض الدول من أنّ التدخّل العسكري سيكون بمثابة حرب عليها.

وأكد أنّ بعض العقوبات لا تؤثر على دولة النيجر بقدر ما تؤثر على الشعب النيجري، وهو ما يؤجّج حس الوطنية بالغة الأهمية للالتفاف حول الجيش.

"تداخلات عديدة في انقلاب النيجر"

من جهته، شرح الدكتور سليمان أعراج، عميد كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة الجزائر، أنّ أهمية معالجة هذه الأزمة هي في إدارتها وفق متطلبات وشروط الحل السياسي الذي تقوده الأطراف الدولية والأممية من أجل إيجاد توافق داخل النيجر.

وقال أعراج، في حديث إلى "العربي" من الجزائر، إنّ الحل العسكري سيؤجج الأمور بالنظر إلى تاريخ التدخلات العسكرية في المنطقة، إضافة إلى أنّ طبيعة مثل هذه الأزمات ذات الطابع الإثري القبلي، تفسّر التداخلات العديدة الحاصلة في الصراع.

ورأى أنّ دبلوماسية الضغط الممارسة اليوم لم تحقّق نتائج ملموسة في الميدان، بالنظر إلى مؤشرات الاقتصاد في النيجر، والجهات المستفيدة من الثروات الطبيعية للبلاد.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close