شكلت السلطات العسكرية المنبثقة عن الانقلاب في النيجر حكومة، بحسب ما أفاد بيان صادر عن الرجل القوي الجديد في البلاد الجنرال عبد الرحمن تياني بثه التلفزيون الوطني ليل الأربعاء الخميس.
وتتكون الحكومة التي أعلن تشكيلها قبل عقد الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) قمة حاسمة الخميس في أبوجا، من 21 عضوًا وهي بقيادة رئيس الوزراء الذي سبق أن عينه الانقلابيون الإثنين علي الأمين.
وتضم الحكومة عشرين وزيرًا، وأمسك فيها الجنرال ساليفا مودي بمنصب وزارة الدفاع في حين كانت وزارة الداخلية من نصيب الجنرال محمد تومبا وكلاهما من المجلس العسكري الذي استولى على السلطة.
ويجتمع قادة إيكواس الخميس في العاصمة النيجيرية بعد انتهاء المهلة التي حددوها للانقلابيين في النيجر "لإعادة الانتظام الدستوري" بدون تحقيق نتيجة.
قمة منتظرة لإيكواس
والثلاثاء، حذرت المنظمة الإقليمية بأنها ستتخذ "قرارات مهمة" خلال هذه القمة، معلنة إعطاء الأولوية للدبلوماسية في البحث عن تسوية للأزمة في النيجر مع الإبقاء على تهديدات بالتدخل عسكريًا.
إلى ذلك، اعتبر رئيس غينيا بيساو الأربعاء أن الانقلاب في النيجر يشكل تهديدًا وجوديًا لإيكواس.
وقال الرئيس عمر سيسوكو إمبالو للصحافيين قبل توجهه إلى أبوجا لحضور اجتماع إيكواس الخميس، إن الرئيس النيجري المعزول محمد بازوم هو الزعيم الشرعي والوحيد لتلك الدولة.
"إيكواس" تعقد قمة استثنائية في #نيجيريا لبحث سبل حل أزمة انقلاب #النيجر#العربي_اليوم تقرير: كامل لطفي pic.twitter.com/HwJ61UXVTy
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 9, 2023
وأضاف إمبالو: "الرئيس الوحيد الذي نعترف به هو بازوم (...) إنه الشخص الذي اختاره الشعب، وإذا كنت لا تريد حكومة أو رئيسًا، عاقبهم من خلال صناديق الاقتراع (...) يجب حظر الانقلابات".
وأُطيح ببازوم في 26 يوليو/ تموز بعدما اعتقله أفراد من حرسه في مقر الرئاسة.
ما مستقبل إيكواس في ظل الانقلابات؟
ورأى إمبالو أنه في أعقاب انقلابات في ثلاث دول أخرى أعضاء في الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا منذ عام 2020، فإن مستقبل التكتل الإقليمي قد يكون موضع شك.
وأردف: "إن الوضع الذي تمر به إيكواس مثير للقلق بحق (...) فهذه المنظمة كانت حتى الآن الأكثر أمانًا والأقوى في القارة بأكملها"، متابعًا: "اليوم نحن نخاطر بجعلها تختفي". لكنه استطرد بأنه لا يعتقد أن الأمر سيصل إلى هذا الحد.
وهددت إيكواس خلال قمة عُقدت في 30 يوليو باحتمال استخدامها القوة العسكرية في النيجر إذا لم يُعد قادة الانقلاب تسليم السلطة إلى بازوم في غضون أسبوع، لكن المهلة انتهت من دون أن يحدث اي تغيير.
وأشار رئيس غينيا بيساو إلى أنه في حال اختارت إيكواس التدخل عسكريًا في النيجر، فإن مجلس الدفاع الوطني لغينيا بيساو سيقرر ما إذا كانت البلاد ستشارك بجنود في هذه القوة أم لا.
وقال: "إذا تم اتخاذ القرار على هذا المستوى، يمكن للرئيس عندها أن يصدر مرسومًا بذلك دون المرور عبر البرلمان".
وشهدت غينيا بيساو العديد من الانقلابات ومحاولات الانقلاب منذ استقلالها عن البرتغال عام 1974. وآخر محاولة انقلابية جرت في فبراير/ شباط 2022.