السبت 14 Sep / September 2024

خطاب غير مألوف.. هل من "تحول" في موقف واشنطن من إسرائيل؟

خطاب غير مألوف.. هل من "تحول" في موقف واشنطن من إسرائيل؟

شارك القصة

فقرة من برنامج "قضايا" تبحث في مستقبل العلاقات الأميركية الإسرائيلية بعد انتقادات إدارة بايدن لحكومة نتنياهو (الصورة: غيتي/ أرشيف)
في تصعيد في الخطاب الأميركي تجاه حكومة نتنياهو وأعضائها، وصفها الرئيس جو بايدن بأنها الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، وتضمّ ائتلافًا من أكثر الأعضاء تطرّفًا.

سلّطت الزيارة التي قام بها وفد من أعضاء الكونغرس الأميركي إلى إسرائيل قبل أيام، الضوء على العلاقة المتوترة بين إدارة الرئيس جو بايدن وحكومة بنيامين نتنياهو، ولا سيما بعد انتقادات حادة وجّهها أعضاء من الوفد إلى العنف الذي يمارسه المستوطنون ضدّ الفلسطينيين.

ضمّ الوفد 24 نائبًا من الحزب الديمقراطي برئاسة حكيم جيفريز زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب، وذلك في إطار زيارة نظّمتها مؤسسة التعليم الأميركية الإسرائيلية التي ترعاها إيباك.

وتأتي هذه الانتقادات في سياق سلسلة من التوترات والتصريحات التي تصاعدت؛ وصولاً إلى وصف مكتب الشرق الأدنى في الخارجية الأميركية اعتداءات المستوطنين بأنها أعمال إرهابية.

خطاب أميركي "غير مألوف"

فمع تصاعد التوتر الأمني الذي تشهده الضفة الغربية المحتلة، والاقتحامات التي يقوم بها المستوطنون، يبدو أنّ واشنطن لم تجد بدًا من استخدام هذا التعبير غير المألوف في الخطاب الأميركي عندما يتعلق الأمر بإسرائيل.

وتتكرّر في الآونة الأخيرة، الاقتحامات الإسرائيلية في مناطق متعددة من أراضي الضفة، بل وتأتي تحت حماية ورعاية السلطات الأمنية والعسكرية الرسمية الإسرائيلية.

فخلال الأشهر الستة فقط من العام الجاري سجّلت الأمم المتحدة نحو 591 اعتداء مرتبطًا بالمستوطنين، وهي اعتداءات أسفرت عن استشهاد فلسطينيين إضافة إلى الإضرار بممتلكات العائلات الفلسطينية.

وبحسب وكالة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، يمثّل ذلك تسجيل نحو 100 اعتداء شهريًا، فضلًا عن عمليات التهجير بسبب عنف المستوطنين ضدّ التجمعات السكنية الفلسطينية.

وفي بيانها الصحافي الصادر في 5 أغسطس/ آب الجاري، أكدت الوكالة تعرّض تجمّعات كثيرة في مختلف أنحاء الضفة الغربية المحتلة لخطر الترحيل القسري بسبب بيئة قسرية تنطوي على عمليات الهدم والأنشطة الاستيطانية وممارسات أخرى أصبحت أكثر دموية مع انفلات المستوطنين وتغاضي الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عن ممارساتهم التي تأتي بتحريض وتشجيع من شخصيات سياسية في الحكومة الإسرائيلية.

تصعيد في خطاب بايدن

ولعلّ أبرز هذه الشخصيات إيتمار بن غفير الذي يتبنى أيديولوجية يمينية متطرفة تدعو إلى تسليح المستوطنين وتشكيل ميليشيات خاصة بهم، بل ويتقدّم اقتحامات المسجد الأقصى في أكثر من مرّة إلى جانب أنصاره من اليمينيين المتطرّفين، وهذا ما دفع بالرئيس الأميركي جو بايدن إلى انتقاد بن غفير إلى جانب وزير المالية، معتبرًا إياهما جزءًا من المشكلة.

وفي تصعيد في الخطاب الأميركي تجاه حكومة نتنياهو وأعضائها، وصفها الرئيس جو بايدن بأنها الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، وتضمّ ائتلافًا من أكثر الأعضاء تطرّفًا.

ويأتي ما يبدو جفاء في العلاقات بين بايدن ونتنياهو على خلفية الإجراءات والقرارات ذات الطابع اليميني المتطرف التي تتّخذها الحكومة الإسرائيلية، إن كان لجهة التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، أو المضيّ قدمًا في التعديلات القضائية المثيرة للجدل.

ولعلّ هذه القضية أشعلت جدلاً واسعًا في الأوساط الأميركية بشأن ديمقراطية إسرائيل وتجاهل حكومة نتنياهو كل الدعوات الأميركية لإعادة النظر في تلك الإصلاحات، إذ فشلت كل المناشدات من بايدن ومساعديه في ثني الائتلاف الحاكم في إسرائيل عن إقرار القيود الجديدة على المحكمة العليا.

تحوّل حقيقي داخل الحزب الديمقراطي

عمومًا، من الصعب تخيّل خلاف واسع بين الولايات المتحدة وإسرائيل، إلا أنّ تراكمًا من الانتقادات من إدارة الرئيس بايدن تجاه حكومة اليمين المتطرف برئاسة نتنياهو يعكّر صفو العلاقات بينهما.

فقد اعتادت إسرائيل على تغافل أميركي تجاه سياساتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو ما يدفع إلى التساؤل بشأن مستقبل العلاقات الأميركية الإسرائيلية وإلى أي مدى يمكن أن ترخي بظلالها على بداهة الرعاية الأميركية لها.

وفي هذا السياق، يتحدّث الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات أسامة أبو ارشيد عن استياء علني واضح من قبل إدارة بايدن إزاء حكومة نتنياهو.

ويذكّر في حديث إلى "العربي"، من واشنطن، بأنّ بايدن وصف هذه الحكومة أكثر من مرّة بالمتشدّدة، كما اصطدم برئيس الوزراء الإسرائيلي أكثر من مرّة حتى إنه لم يدعُه إلى البيت الأبيض حتى الآن.

ويكشف أبو ارشيد عن تحوّل حقيقي داخل الحزب الديمقراطي في ما يتعلق بالموقف من إسرائيل، موضحًا أنّه "لأول مرة في تاريخ العلاقة الديمقراطية الإسرائيلية، تكون هناك أغلبية ديمقراطية أكثر تعاطفًا مع الفلسطينيين من الإسرائيليين".

وفيما يشدّد على أنّ ذلك لا يعني أنّ السياسة الأميركية قد تحوّلت من دعم إسرائيل، يرى أنّ الاستياء حقيقي ولا بدّ من التجاوب معه بطرق عدّة ومختلفة.

ويلفت إلى أنّ هذا التحول كما تبيّن الاستطلاعات، ليس محصورًا في فئة الشباب واليساريين أو من يعرّفون أنفسهم ليبراليين، وإنما يشمل قواعد الحزب الديمقراطي التقليدي، وإن لم يكن تحوّلاً جذريًا بطبيعة الحال.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close