أهدت إسبانيا الفوز ولم تعلم بوفاة والدها.. تراجيديا كروية في أستراليا

واجهت اللاعبة الإسبانية أولغا كارمونا، أمس الأحد، صدمة عنيفة بعد أن قادت منتخب بلادها للفوز بكأس العالم للسيدات، لأول مرة في تاريخه، حيث تلقت نبأ وفاة والدها عقب نهاية المباراة.

وفي تراجيديا كروية، سجلت كارمونا هدف المباراة الوحيد أمام إنكلترا في الدقيقة 29 من عمر المباراة النهائية للنسخة التاسعة للبطولة، أمام 75784 متفرجًا في استاد أستراليا أمس، لتركض كاشفة عن اسم والدة صديقتها تحت قميص المنتخب، تكريمًا للمرأة التي توفيت قبل فترة، حيث قالت كارمونا: "أردت أن أهدي هدف الفوز لوالدة إحدى صديقاتي المقربين. ولجميع أفراد أسرتها مع كل حبي".

وفي الدقيقة 29 من عمر المباراة الحاشدة في نهائي المونديال، تقدم المنتخب الإسباني بعدما فُقدت إنكلترا الكرة في منتصف الملعب، ولعبت أبييرا تمريرة طولية إلى ماريونا كالدينتي التي هيأت الكرة إلى كارمونا التي اخترقت منطقة الجزاء وأطلقت تسديدة إلى داخل الشباك.

الاتحاد وريال مدريد

لكن كارمونا في تلك اللحظة، لم تكن تدري أن والدها توفي كذلك، حيث أعلن الاتحاد الإسباني للعبة، من خلال بيان رسمي أنه "يأسف بشدة للإبلاغ عن وفاة والد أولغا كارمونا، بعد نهائي كأس العالم.

وأضاف في بيان: "كل مشاعرنا الصادقة مع أولغا وعائلتها في لحظة من الألم العميق. نحن نحبك يا أولغا".

بدوره، أصدر نادي ريال مدريد، الذي تلعب كارمونا في صفوفه بيانًا تقدم فيه بتعزية اللاعبة، التي لم تكن تعلم لحظة حملها الكأس الذهبية بمونديال "أستراليا ونيوزلندا" النبأ الحزين، في أعظم لحظة كروية بمسيرتها. 

وقال النادي الملكي في بيانه: "ريال مدريد رئيسًا وإدارة، يلفهما الحزن بسبب وفاة والد لاعبتنا أولغا كارمونا. ويتقدم النادي بأحر التعازي والمواساة لأولغا وعائلتها وجميع أحبائها. ورحمه الله".

"أرقد بسلام"

من جهتها، نشرت كارمونا صورتها وهي تقبل ميداليتها الذهبية، وعلقت على حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي: "دون أن أعرف ذلك كان لدي نجمتي قبل بدء المباراة".

وأضافت متوجهة لوالدها: "أعلم أنك منحتني القوة لتحقيق شيء فريد. أعلم أنك كنت تراقبني الليلة وأنك فخور بي. أرقد بسلام يا أبي". 

وكانت كارمونا قد حملت منتخب إسبانيا للتاريخ، حين أصبح ثاني منتخب كرة قدم يفوز بمونديال السيدات بعد مونديال الرجال عام 2010، وهو إنجاز لم تحققه إلا ألمانيا.

وحقق منتخب "لاروخا" إنجازه غير المسبوق أمس، رغم افتقاده جهود أبرز لاعباته بسبب تمرد وقع ضد المدرب خورخي فيلدا قبل عدة أشهر، وخسر حينها بنتيجة 4-0 أمام اليابان في دور المجموعات، لكنه تفوق على إنكلترا بطلة أوروبا في النهائي ليفوز عن جدارة ببطولة كبرى للمرة الأولى في ثالث مشاركة له في كأس العالم.