وصف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أمس السبت، الاتّفاق الذي تمّ التوصّل إليه في قمّة كوب-26 للمناخ بأنّه "خطوة كبيرة إلى الأمام"، لكنّه حذّر من أنّ هناك عملًا "كثيرًا يتوجّب فعله".
وأقرّ مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ أمس السبت اتفاقًا معدلًا بعد تعديل أدخل في اللحظة الأخيرة على نص الاتفاق يتعلق بالفحم، مما أثار شكاوى من الدول الضعيفة التي كانت تريد بيانًا أكثر تحديدًا بشأن إنهاء دعم الوقود الأحفوري.
وانتهت محادثات الأمم المتحدة حول المناخ في اسكتلندا باتفاق عالمي يهدف على الأقل إلى الإبقاء على ظاهرة الاحتباس الحراري عند مستوى 1.5 درجة مئوية، وبالتالي الحفاظ على فرصة واقعية لإنقاذ العالم من الآثار الكارثية لتغير المناخ.
غضب دولي كبير بعد تراجع مسودة البيان الختامي لمؤتمر #غلاسكو عن وعودها pic.twitter.com/Wnc8bCrlIX
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 12, 2021
"خطوة كبيرة إلى الأمام"
وقال جونسون بعد قمّة غلاسكو: "لا يزال هناك عمل كبير هائل يتوجّب فعله في السنوات المقبلة".
وأضاف: "لكنّ اتّفاق اليوم خطوة كبيرة إلى الأمام. وما يهمّ هو أنّ لدينا الاتّفاق الدولي الأوّل على الإطلاق لخفض استخدام الفحم، وخريطة طريق للحدّ من الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئويّة".
وتابع رئيس الوزراء البريطاني: "طلبنا من الدول أن تقوم بالتعبئة من أجل كوكبنا في كوب-26، وقد لبّت النداء".
وأردف: "آمل في المستقبل بأن نعتبر قمّة كوب-26 في غلاسكو بداية لنهاية التغيّر المناخي، وسأواصل العمل بلا كلل لتحقيق هذا الهدف".
وكان أولوك شارما، الرئيس البريطاني للقمة، قد لفت أمس إلى أنه كان يتمنى لو استطاع الحفاظ على اللغة التي تم الاتفاق عليها أصلًا في اتفاق غلاسكو للمناخ بشأن التخلص التدريجي من طاقة الفحم.
وقال للصحافيين: "رغم ذلك لدينا لغة بشأن الفحم، والتخفيض التدريجي، ولا أعتقد أن أي شخص في بداية هذه العملية كان يتوقع بالضرورة أنه كان سيتم الاحتفاظ بذلك".
"العمل لم ينتهِ بعد"
بدورها، اعتبرت رئيسة المفوّضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أنّ الاتّفاق الذي توصّلت إليه قمّة كوب-26 السبت في غلاسكو يُشكّل "خطوة في الاتّجاه الصحيح"، لكنّها شدّدت على أنّ "العمل لم ينتهِ بعد".
ورأت فون دير لايين في بيان أنّ هدف الحدّ من الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئويّة يبقى "في متناول اليَد".
وكانت رئيسة المفوّضية الأوروبية قد أشارت في بيان سابق إلى أنّ "ميثاق غلاسكو" الذي تبنّته 200 دولة في مؤتمر كوب-26 السبت قد "أبقى على أهداف اتّفاق باريس (لعام 2015) حيّة، من خلال منحنا فرصة للحدّ من ظاهرة الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئويّة".
وقالت: "أحرزنا تقدّمًا في تحقيق الأهداف الثلاثة التي حدّدناها لأنفسنا في بداية كوب-26".
وأضافت: "أوّلًا، الحصول على التزامات بخفض الانبعاثات من أجل عدم تجاوز حدود 1.5 درجة مئويّة. ثانيًا، الوصول إلى هدف 100 مليار دولار سنويًا من التمويل المناخي للبلدان النامية والضعيفة. وأخيرًا، الحصول على اتّفاق حول دليل استخدام اتّفاق باريس" للمناخ.
أبرزها الدعوة إلى تحقيق أهداف خفض الانبعاثات.. الوعود تهيمن على مخرجات قمة المناخ في #غلاسكو #العربي_اليوم pic.twitter.com/IsDVjfY1Po
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 11, 2021
وتابعت فون دير لايين: "إذا نُفّذت كلّ الالتزامات البعيدة المدى المُعلنة في غلاسكو، سيمكننا احتواء الاحترار العالمي عند ما دون 2 درجة مئويّة. لذا، لا يزال يتعيّن علينا العمل أكثر، من أجل أن يضعنا مؤتمر المناخ، العام المقبل في مصر، على الطريق نحو 1.5 درجة".
وأردفت قائلة: "هذا يجعلنا واثقين من أنّه يمكننا أن نوفّر للبشريّة مكانًا آمنًا ومزدهرًا على هذا الكوكب. لكن لن يكون هناك وقت نضيعه: لا يزال هناك عمل صعب في انتظارنا".
وذكّرت بالتزام الاتّحاد الأوروبي بخفض انبعاثاته من ثاني أكسيد الكربون بنسبة 55% على الأقلّ بحلول 2030 مقارنة بعام 1990، وأن يبلغ الحياد الكربوني بحلول 2050.
من جهته، أكد نائب رئيس المفوّضية فرانس تيمرمانز، المسؤول عن "الميثاق الأخضر" الأوروبي والمفاوض عن الاتّحاد الأوروبي في غلاسكو، أنّ الحلّ الوسط الذي تمّ التوصّل إليه "يعكس توازنًا بين مصالح جميع الأطراف ويسمح لنا بالتحرّك على نحو طارئ، وهو أمر ضروري لبقائنا".
وأضاف: "إنّه نصّ يمكن أن يبعث الأمل في قلوب أبنائنا وأحفادنا".