الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

الصحافة "تتحكم" في كرة القدم.. "الخائن" يوهان كرويف نموذجًا

الصحافة "تتحكم" في كرة القدم.. "الخائن" يوهان كرويف نموذجًا
الأربعاء 23 أغسطس 2023

شارك القصة

الأسطورة يوهان كرويف، الذي حقق نتائج مبهرة في قيادته لمنتخب هولندا في العام 1974، قبل أن تحرمه الصحافة من التتويج - غيتي
الأسطورة يوهان كرويف، الذي حقق نتائج مبهرة في قيادته لمنتخب هولندا في العام 1974، قبل أن تحرمه الصحافة من التتويج - غيتي

تضطلع الصحافة بدور مركزي في لعبة كرة القدم، إذ أصبح تأثيرها مباشرًا في العديد من الأندية واللاعبين على مستوى العالم، حتى باتت مقولة إنّ "الصحافة تتحكم في كرة القدم" رائجة بقوة في الأوساط الرياضية.

قد يكون هذا التأثير إيجابيًا في جانب معيّن، من خلال الدور الذي تلعبه الصحافة الرياضية عمومًا في نقل أخبار نجوم كرة القدم، ومتابعة نتائج المباريات، فضلاً عن قدرتها على زيادة شعبية اللعبة نفسها في العالم بأسره.

لكنّ هذا الدور يُقابَل بآخر سلبيًّا، يبدو طاغيًا أكثر، ويتمثّل في التأثير الهائل الذي تمتلكه وسائل الإعلام، وكمية الضغوط التي يتعرض لها اللاعبون والحكام من الصحافة، وانعكاس ذلك على النتائج التي يحقّقونها في الملاعب.

ولا يبدو أنّ ذلك يأتي من فراغ، إذ ثمّة العديد من النماذج التي تكرّسه، ويتربّع على رأسها مقال صحيفة "بيلد" الشهير جدًا في الأوساط الرياضية، والذي دمّر يوهان كرويف وحرمه مع منتخب هولندا من التتويج بكأس العالم.

فكيف وصلت الصحافة الرياضية إلى لعب هذا الدور، وباتت تتحكّم بلعبة كرة القدم إلى حدّ بعيد؟ وكيف ينعكس ذلك في أداء الصحافة الغربية اليوم إزاء الدوري السعودي مثلاً؟ ولماذا أحرج مونديال قطر الإعلام الغربي؟

عن هذه الأسئلة، يجيب اليوتيوبر محمد أبو زيد (الكوير)، بأسلوبه الخاص، في ثاني حلقات برنامج "مع الكوير" الذي يعرض حصريًا على منصّات "العربي" الرقمية، ويختصّ بالقضايا المتعلقة بكرة القدم وتقاطعها مع القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية والفنية.

مع الكوير كرويف

كريستيانو رونالدو والحرب الإعلامية

في أواخر العام 2022، وحين كان العالم منهمكًا بالتحضيرات لمونديال قطر، قرّر الأسطورة كريستيانو رونالدو أن يرمي ما يصفها "الكوير" بـ"القنبلة الذرية" في عالم الكرة، ويجذب الأنظار عبر تصريحات نارية وغير مسبوقة من لاعب بقيمته.

يومها، اختار رونالدو أحد أشهر الوجوه الإعلامية في بريطانيا، وتحديدًا بيرس مورغان، ليكشف المستور عمّا كان يحصل في نادي مانشستر يونايتد، فاعترض على طريقة إدارة النادي بشكل عام، بل وصل به الأمر للقول إنّه "لا يحترم" مدرب الفريق إيريك تين هاغ.

رونالدو
رونالدو على غلاف صيحفة ذا صن في المقابلة "المدوية" - تويتر

وفي حين أثارت تصريحات رونالدو جدلاً واسعًا في تلك الفترة، وانقسم الرأي العام بين مؤيد ومعارض لها، كان الإجماع على أنّ النجم الشهير من المستحيل أن يستمرّ في مانشستر يونايتد، وأنّه اختار أسرع طريق لقطع علاقته بالنادي، وهي الصحافة والإعلام.

وبالفعل، كانت نهاية القصّة فسخ التعاقد مع مانشستر يونايتد، ليعلن الدون في وقت لاحق التوقيع مع نادي النصر السعودي، في خطوة لم يكن كثيرون يتوقعون أنّها يمكن أن يتحدث، لتكرّ السبحة منذ ذلك الوقت، وتُفتَح أبواب الأندية السعودية أمام الكثير من نجوم الأندية الأوروبية.

اختار رونالدو أسرع طريق لقطع علاقته بنادي مانشستر يونايتد، وهي الصحافة والإعلام - غيتي
اختار رونالدو أسرع طريق لقطع علاقته بنادي مانشستر يونايتد، وهي الصحافة والإعلام - غيتي

الدوري السعودي و"صياح" الصحافة الغربية

وبالحديث عن الدوري السعودي واستقطابه للنجوم، ينتقل "الكوير" ليتحدّث عن مقاربة أخرى مرتبطة بأداء الصحافة الرياضة، وتحديدًا الصحافة الأوروبية.

فإذا كان صحيحًا أنّ هذا الموضوع أثار انقسامًا، بين مؤيد ومعارض، فإنّ "الصياح" الذي يُسمَع في الصحافة الأوروبية مع كلّ صفقة جديدة، ينتقل بموجبها أحد النجوم من أوروبا إلى الرياض، يبدو "صارخًا".

أما الغريب في الأمر، بحسب "الكوير"، فهو أنّ أوروبا التي احتكرت المواهب الكروية من باقي قارات العالم طيلة قرن من الزمن، تشنّ اليوم حملة ممنهجة ضدّ فكرة رحيل النجوم إلى المنطقة العربية، حتى إنّ أحدهم وصف انتقال اللاعبين إلى الدوريات الأوروبية بأنّه "عار".

فُتِحت أبواب الأندية السعودية أمام الكثير من نجوم الأندية الأوروبية منذ توقيع رونالدو مع النصر - تايم آوت جدة
فُتِحت أبواب الأندية السعودية أمام الكثير من نجوم الأندية الأوروبية منذ توقيع رونالدو مع النصر - تايم آوت جدة

مونديال قطر "يهدم" حاجز الإعلام الغربي

ومن الأجواء الصاخبة المحيطة بالدوري السعودي حاليًا، يعود "الكوير" زمنيًا إلى الأجواء التي سبقت ورافقت بطولة كأس العالم في قطر 2022، وما تعرّضت له الدوحة من حملات "شرسة جدًا" من جانب الصحافة الغربية.

وفيما يشير إلى الاتهامات التي وُجّهت لدولة قطر خصوصًا في موضوع حقوق الإنسان، يلفت إلى أنّ ما حصل على الأرض في الدوحة كان الردّ العملي، حيث اعترف الجميع بالتنظيم الممتاز، بل إنّ الناس استطاعت أن تعاين الشعوب العربية والإسلامية على أرض الواقع.

حققت الدوحة نجاحًا استثنائيًا في تنظيم مونديال 2022 الذي انتهى بتتويج الأرجنتين بقيادة ميسي - غيتي
حققت الدوحة نجاحًا استثنائيًا في تنظيم مونديال 2022 الذي انتهى بتتويج الأرجنتين بقيادة ميسي - غيتي

باختصار، ساهم مونديال قطر بشكل كبير في هدم الحاجز الذي بناه الإعلام الغربي لعقود طويلة، علمًا أنّه جنّد نجومًا عالميّين لخدمة هذه الأجندة، بل إنّه ورّطهم في تصريحات ومواقف لا قيمة لها، ولا علاقة لها بكرة القدم.

وكان من ضحايا هذه اللعبة على سبيل المثال المنتخب الألماني، الذي افتعل مشكلة "كارثية" في قطر 2022 لم تكن موفّقة، بل إنّ النتيجة كانت مخيّبة، مع المشاركة "المخزية" للمنتخب على كل المستويات، والتي يتحمّل الإعلام الألماني جزءًا كبيرًا من المسؤولية عنها.

كانت مشاركة منتخب ألمانيا في مونديال قطر 2022 "مخزية" على كل المستويات - غيتي
كانت مشاركة منتخب ألمانيا في مونديال قطر 2022 "مخزية" على كل المستويات - غيتي

"كرويف، الشمبانيا، والبنات العاريات في حوض الاستحمام"

ومن هذه الأمثلة الحيّة والقريبة، ينتقل "الكوير" ليتحدّث عن نماذج "تاريخية" تثبت دور الصحافة الرياضية في إعلاء شأن لاعب من هنا، والتأثير على "الصفقات" التي يحصل لها، وفي المقابل "تدمير" لاعب آخر، وصولاً حتى إلى إنهاء مسيرته.

وفيما يستعرض بعض الأمثلة على ذلك، من هاري ماغواير، الذي حوّله الإنكليز إلى أفضل مدافع في العالم، فبيع بـ80 مليون إسترليني من ليستر لمانشستر يونايتد، إلى بنجامين ميندي الذي حرم لسنوات من لعب الكرة، بل دخل السجن بسبب الصحافة.

حوّلت الصحافة الإنكليزية هاري ماغواير إلى أفضل مدافع في العالم حتى بيع بـ80 مليون إسترليني - غيتي
حوّلت الصحافة الإنكليزية هاري ماغواير إلى أفضل مدافع في العالم حتى بيع بـ80 مليون إسترليني - غيتي

وتبقى القصّة الأشهر حول تأثير الصحافة الرياضية هي تلك المرتبطة بالأسطورة يوهان كرويف، الذي نجح في قيادته لمنتخب هولندا في العام 1974، بوضع العالم في حالة "رعب"، وحقّق نتائج مبهرة، في مواجهة منتخبات كبيرة كالأرجنتين والبرازيل.

وحين وصلوا إلى النهائي، كانت المواجهة بينهم وبين فريق ألمانيا الغربية البلد المنظم، الذي لم يكن بقوة وسيطرة المنتخب الهولندي في ذلك الوقت، والذي كان يحتاج إلى تدخل عامل خارجي، وهنا جاء دور صحيفة "بيلد".

مقال في صحيفة "بيلد" يحرم المنتخب الهولندي من الفوز بلقب كأس العالم
مقال في صحيفة "بيلد" يحرم المنتخب الهولندي من الفوز بلقب كأس العالم

فما هو الدور الذي لعبته الصحيفة بالتحديد؟ ما قصّة مقال "كرويف، الشمبانيا، والبنات العاريات في حوض الاستحمام" الذي نشر قبل يوم واحد من النهائي الشهير؟ كيف تحوّل كرويف من بطل إلى خائن، ولماذا لم ينم دقيقة واحدة قبل المباراة النهائية؟

ماذا عن معركة سانتياغو والأزمة التي ولّدتها بين أوروبا وأميركا اللاتينية، والتي تروي جزءًا من تأثير الصحافة في ملاعب الكرة؟ وماذا عن الواقعة الأحدث، المتمثلة في "مسلسل" كيليان مبابي في الصحافة؟ وما الخلاصة التي يستنتجها "الكوير" من كل ما سبق حول تأثير الصحافة في لعبة كرة القدم؟  


الإجابات على هذه الأسئلة وغيرها، تجدونها في الحلقة المرفقة من سلسلة "مع الكوير"، يصحبكم فيها اليوتيوبر محمد أبو زيد (الكوير)، بأسلوبه الخاص، في موعدٍ ثابت مساء الثلاثاء، السادسة بتوقيت غرينتش والتاسعة بتوقيت القاهرة.

 
الحلقة الثانية من برنامج "مع الكوير" الذي يعرض عبر منصّات "العربي" الرقمية
المصادر:
العربي
Close