فرضت الحكومة في رواندا قيودًا على عمل المؤسسات التي تقدم خدمات غير أساسية، وذلك بهدف الحد من التلوث السمعي، في خطوة أثارت غضب أصحاب الملاهي الليلية.
فقد أوضحت الحكومة الرواندية أنه من أجل التنظيم الفعال للترفيه الليلي والتلوث الضوضائي، حدّد مجلس الوزراء وقت إغلاق الخدمات غير الأساسية في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل في أيام العمل، والثانية ليلًا في نهاية الأسبوع.
ويدخل هذا القرار حيز التنفيذ اعتبارًا من الأول من سبتمبر/ أيلول 2023.
هذا وتعتمد الشرطة في البلاد سياسة متشددة لمكافحة الضجيج، تشمل إغلاق حانات ومصادرة المعدات من بعض أماكن الترفيه.
تأثير صحي مباشر على الإنسان
ويشكل التلوث السمعي ثاني أكبر تهديد بيئي لصحة الإنسان، وفقًا لوكالة البيئة الأوروبية.
ومن أبرز آثاره على صحة الإنسان، ضعف السمع الذي يعد النتيجة الأكبر والأثر الفوري والمباشر للتلوث الصوتي.
كما يرفع خطر الإصابة بأمراض القلب، بحيث قد تسبب الضوضاء ذات المستوى الثابت والمستمر ارتفاعًا بضغط الدم، وزيادة معدلات نبضات القلب وعدم انتظامها.
كما قد يؤدي التعرض المستمر للضوضاء العالية إلى تغييرات مؤقتة أو دائمة في السلوك البشري، مع زيادة مستويات القلق والتوتر والإجهاد والخوف وإصابة الإنسان بالأرق واضطراب النوم.
وقد يؤدي التلوث السمعي أيضًا إلى التسبب في العديد من الآثار النفسية وخاصةً لدى المصابين بالأمراض العقلية، إذ قد تفاقم الضوضاء حالتهم.
التلوث السمعي والضغط النفسي
وارتبط التعرض للضوضاء منذ سنوات طويلة بفقدان السمع، لكن ضجيج الطائرات والسيارات على سبيل المثال لا يلحق أضرارًا بالأذن وحسب.
فقد صنّفت دراسة نشرت مؤخرًا ضوضاء حركة المرور بأنها ثاني أكبر مسببات الضغط النفسي، التي تسبب تغيرات فيزيولوجية بعد تلوث الهواء مباشرةً.
ورغم أن الكثير من الناس لا يدركون الضرر الذي يسببه التلوث السمعي، إلا أنه يؤدي إلى 12 ألف حالة وفاة مبكرة سنويًا، بحسب الوكالة البيئة الأوروبية.
الشرح العلمي للتلوث السمعي
متابعةً لهذا الملف، يشرح استشاري أمراض الدماغ والأعصاب أحمد خليفة أن اليد تأتي أعصابها من النخاع الرقبي والطرف السفلي يأتي من النخاع القطني، في حين أن الرأس له أعصاب قحفية خاصة به، وتحديدًا 12 زوجًا مسؤولة عن الحس والحركة ورقم ثمانية من هذه الأعصاب، يمثل العصب السمعي والتوازني في الدماغ.
ويكمل خليفة في حديث إلى "العربي" موضحًا أن اهتزاز الصوت ينتقل من الخارج عبر العظيمات إلى الأذن الداخلية، ومن ثم إلى القريبة التي تحتوي على الخلايا السمعية.
هذه الخلايا السمعية لديها أهداب ولمف باطن ضمن القريبة، وعندما تهتز هذه الأهداب تصل رسالة كهربائية إلى الدماغ عبر الخلايا السمعية ليفهما الدماغ كما تعلّم سابقًا وخزّن في قشط الدماغ عن السمع، وفق الاستشاري.
ويردف: "الخلايا السمعية تتأذى مع العمر بالرضوض السمعية، ومن بعض الأدوية مثل تناول الأسبرين بكثرة.. فضلًا عن الضوضاء التي تهم المجتمع بأسره لذلك وصفوها بالتلوث السمعي".