أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضرورة مواصلة العمل باتفاقية شحن الحبوب عبر البحر الأسود ومعالجة ما يشوبها من نواقص.
ودعا أردوغان، خلال زيارة إلى روسيا التقى فيها نظيره فلاديمير بوتين، أوكرانيا لتخفيف موقفها التفاوضي ضد موسكو في المحادثات الرامية إلى إحياء الاتفاق.
مقترحات بديلة
وقال أردوغان، في مؤتمر صحافي مشترك مع بوتين في مدينة سوتشي: إن المقترحات البديلة المطروحة لمبادرة الحبوب لم تقدم نموذجًا مستدامًا وآمنًا.
وبيّن أن تركيا أعدت مع الأمم المتحدة حزمة مقترحات جديدة من شأنها إحراز تقدم كبير فيما يخص مبادرة الحبوب.
وأعرب الرئيس التركي عن قناعته بإمكانية الحصول على نتائج من المقترحات الجديدة، وأكد ضرورة قيام أوكرانيا بتخفيف حدة نهجها ليصبح بالإمكان اتخاذ خطوات مشتركة مع روسيا بشأن المبادرة.
وذكر أردوغان أن تركيا استضافت مفاوضات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا وأنها مستعدة مجددًا للقيام بما يقع على عاتقها.
وأضاف: "بوتين قال إنهم قاموا بالإجراءات اللوجستية من أجل إرسال مليون طن من الحبوب للبلدان الفقيرة، وتركيا مستعدة للقيام بما يقع على عاتقها في هذا الصدد".
هل تنجح زيارة #أردوغان إلى #روسيا في إحياء اتفاق الحبوب؟ #تركيا تقرير: علي الرواشدة pic.twitter.com/6WnWvAvb22
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 29, 2023
وأعرب عن أمله في أن تقف تركيا وروسيا وقطر إلى جانب الدول الإفريقية عبر اتخاذ خطوات لإرسال الحبوب إليها على شكل دقيق.
وأكد الرئيس التركي أن بلاده عازمة على مواصلة مساعيها من أجل إحلال السلام الدائم والاستقرار والازدهار في المنطقة.
وكان الاتفاق الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا يضمن تصدير المنتجات من الموانئ الأوكرانية بأمان واستمر لمدة عام،
لكن انتهى سريان الاتفاق في يوليو/ تموز الفائت عندما انسحبت موسكو منه بسبب شكواها من العقبات التي تواجه صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة.
وتؤكد روسيا أن العقوبات الغربية تحول دون تصدير منتجاتها الزراعية وأسمدتها إلى السوق العالمية.
"الهجوم الأوكراني المضاد فشل"
من جهته، اعتبر بوتين أن "المقترح الروسي لإرسال مليون طن من الحبوب للدول الإفريقية عبر تركيا بدعم مالي من قطر لا يعد بديلًا لاتفاق حبوب البحر الأسود".
وقال الرئيس الروسي: إن روسيا ستكون مستعدة للعودة إلى اتفاق حبوب البحر الأسود بمجرد تنفيذ جميع الاتفاقات المتعلقة به، مشددًا على "أننا لن نسمح بأن تُستخدم الممرات لأهداف عسكرية".
ولفت بوتين إلى أن "الغرب خدعنا في ملف اتفاق الحبوب"، مؤكدًا "أننا مستعدون للعودة له في حال نفّذ الجميع ما هو مطلوب منه".
كما أكد الرئيس الروسي مجددًا "فشل" الهجوم المضاد الذي بدأه الجيش الاوكراني بداية يونيو/ حزيران.
وأضاف: "إنه فشل. في أي حال، ذلك هو الوضع اليوم بالضبط. سنرى ما سيحصل لاحقًا، لكنني آمل ان يبقى الأمر على هذا النحو".
ما طبيعة المقترحات؟
وفي السياق، قال مراسل "العربي" من موسكو، سعد خلف، إن الرئيس أردوغان لم يكن ليزور روسيا دون وجود مقترح ما في جعبته، حيث سيحاول خلال الزيارة إقناع الرئيس الروسي به.
وأضاف المراسل أن المعضلة تبقى حول نجاح أردوغان في العودة للصفقة بصيغتها الأولى، أم أن هناك صيغة روسية جديدة ستُطرح على الطاولة.
ونوه المراسل إلى أن الموقف الروسي متمسك بضرورة الاستجابة لشروطه، وهي إعادة ربط البنك الزراعي الروسي مع نظام سويفت، إضافة للسماح لصادرات الحبوب والأسمدة الروسية بالدخول والخروج إلى الموانئ الأجنبية.
