تلاحق الرئيس الفلسطيني محمود عباس اتهامات بمعاداة السامية إثر تصريحاته خلال اجتماع للمجلس الثوري لحركة فتح قبل أسبوعين قال فيها: "إن هتلر لم يقتل اليهود بسبب ديانتهم ولكن بسبب تعاملهم بالربا وإن يهود أوروبا لا ينتمون إلى العرق السامي".
وقد أشعلت تصريحات عباس غضبًا أوروبيًا وأميركيًا، حيث تطالبه واشنطن بـ"اعتذار فوري".
وقال عباس عن اليهود: "ليسوا ساميين ولا علاقة لهم بالسامية فقد بدأت القصة عام 900 ميلادي وفي مملكة الخزر على بحر الخزر امبراطورية تتارية أصبحت يهودية".
وأضاف: "يقولون إنّ (أدولف) هتلر قتل اليهود لأنّهم يهود، وإنّ أوروبا كرهت اليهود لأنّهم يهود". وتابع: "لا شرحت بالضبط على أنهم حاربوا بسبب وظيفتهم الاجتماعية وليس بسبب ديانتهم، تتعلّق بالربا والأموال وغيرها وغيرها".
ولاقت التصريحات انتشارًا واسعًا أخيرًا إثر ترجمتها للإنكليزية من قبل معهد بحوث إعلام الشربق الأوسط المقرّب من إسرائيل.
استنكار أوروبي وأميركي
وقد أدان الاتحاد الأوروبي التصريحات في بيان معتبرًا أنه يقلل من شأن المحرقة اليهودية". وقال الاتحاد في بيان: "إن مثل هذه التشوهات التاريخية مهينة للغاية ولا يمكن أن تؤدي إلّا إلى تفاقم التوترات في المنطقة ولا تخدم مصالح أحد".
الرئيس الفلسطيني يثير غضب أوروبا و #أميركا بسبب تصريحاته عن المحرقة اليهودية pic.twitter.com/b62wxX566d
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) September 8, 2023
كما اعتبرت المبعوثة الأميركية الخاصة لمراقبة ومكافحة معاداة السامية ديبورا ليبستادت الأمر "إهانة للشعب اليهودي وطالبت عباس بالاعتذار".
بلدية باريس تجرّد عباس من أرفع أوسمة المدينة
كما جرّدت رئيسة بلدية باريس آن هيدالغو الجمعة الرئيس الفلسطيني من أرفع أوسمة العاصمة الفرنسية على خلفية تصريحاته.
وبحسب وكالة "فرانس برس"، أوضح المكتب أن عباس لم يعد مؤهلًا لحمل وسام غراند فيرميل بعد أن "بّرر إبادة يهود أوروبا" في الحرب العالمية الثانية.
وبعثت هيدالغو برسالة إلى عباس الخميس قالت فيها: "ما أدليت به من تصريحات يتناقض مع قيمنا العالمية والحقيقة التاريخية للمحرقة."”وتابعت: "بالتالي لم يعد بإمكانك الاحتفاظ بهذا التكريم"، في إشارة إلى الوسام الذي ناله عباس خلال زيارته باريس عام 2015.
الرئاسة الفلسطينية توضح
وقد نشر يوناثان أرفي رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات الفرنسية اليهودية نص الرسالة على منصة "إكس" (تويتر سابقًا) وأرفقه بتعليق جاء فيه: "هذا القرار المهم يشرّف باريس والتزامها المتواصل ضد معاداة السامية".
وقد دخلت الرئاسة الفلسطينية دخلت على الخط، إذ وصف الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة الأمر بـ"الحملة المسعورة".
بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، قال أبو ردينة: "ما نشر على لسان الرئيس محمود عباس حول المسألة اليهودية كان اقتباسًا من كتابات لمؤرخين وكتاب يهود وأميركيين وغيرهم ولا يعد إنكارًا بأي شكل من الأشكال للمحرقة النازية".