أكّد مدير المعهد الوطني للجيوفيزياء في المغرب، ناصر جبور، مساء أمس الجمعة، أن الزلزال الذي ضرب البلاد بقوة 7 درجات على مقياس ريختر، وقع في منطقة جبلية على مسافة 50 كيلومترًا جنوب غرب مدينة مراكش، في منطقة الحوز، وهي المرة الأولى التي تسجل البلاد زلزال بهذه القوة على اليابسة، منذ اعتماد أجهزة الرصد.
الهزات الارتدادية
وقال جبور في حديث خاص إلى "العربي" من مدينة سلا المغربية، إنّ الزلازل بهذه القوة التي سجلها المغرب في الماضي، كانت تقع في المجال البحري وتحديدًا في المحيط الأطلسي، على بعد مئات الكيلومترات.
وأوضح جبور أن الأضرار التي خلفها الزلزال، تعود إلى نوعية البناء، ولا سيما مع تسجيل بعض الهزات الارتدادية، لم يشعر في بعضها المواطنين، مؤكدًا على التحذير الذي أطلقه مركز رصد الزلزال الأورومتوسطي حول هزات ارتدادية محتملة في المغرب خلال الساعات المقبلة.
وكانت وزارة الداخلية، قد أفادت في بيان تلاه المسؤول بالمديرية العامة للشؤون الداخلية بالوزارة، رشيد الخلفي، وبثته القناة الأولى (حكومية)، بأن "الحصيلة الأولية للزلزال، تؤكد وفاة 296 وإصابة 153 شخصًا بجروح متفاوتة الخطورة".
#عاجل | وزارة الداخلية المغربية: 296 قتيلا و153 جريحا في حصيلة أولية لضحايا الزلزال #المغرب pic.twitter.com/mrNDDVUkzm
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 9, 2023
وأشار جبور إلى أنّ الهزات الارتدادية قد تستمر لبضعة أسابيع، في حركة تموضع جديدة للبؤر الزلزالية على سطح الأرض بين منطقة وأخرى، وهذا ما هو معروف جدًا في علم الزلازل، لكن تلك الهزات ستكون حتمًا أقل قوة من الزلزال الرئيسي. ونصح مدير المعهد الوطني للجيوفيزياء المغربي تجنب الهلع والذعر للتعامل بشكل عاقل مع تلك الظواهر.
بماذا يختلف عن زلزال أكادير؟
وكان المعهد الوطني للجيوفيزياء قد أفاد بأن "مركز الهزة الأرضية، التي وقعت على عمق حوالي 8 كيلومترات، يقع عند خط عرض 30961 درجة شمالًا وخط طول 8413 درجة غربًا".
جبور قال في تصريحه لـ"العربي"، إن المنطقة التي وقع فيها الزلزال، هي منطقة جبلية، وهو زلزال يختلف عن زلزال أكادير الذي وقع عام 1960، والذي بلغت قوته حينها 5.7 درجات، حيث وقع ذلك الزلزال تحت المدينة مباشرة، وفي مجال حضري على عكس الزلزال الحالي الذي وقع تحت منطقة نائية.
ورغم أن زلزال أكادير كان أقل قوة من زلزال يوم أمس الجمعة في البلاد، إلا أنه أودى بحياة ما يقارب 15 ألف مواطن، وجرح الآلاف، وتشريد ما يقارب 35 ألف مغربي، وذلك يعود لطبيعة المنشآت والبناء حينها.
وزلزال أمس شعرت به مدن مغربية عدة، مثل العاصمة الرباط والدار البيضاء (كبرى مدن البلاد) ومكناس وفاس ومراكش (شمال)، وأكادير وتارودانت (وسط).