أفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية، بأن الجولة الثانية من الاشتباكات في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، أوقعت منذ اندلاعها الخميس الماضي 15 قتيلًا وأكثر من 150 جريحًا.
وكان مخيم عين الحلوة قد شهد ليل أمس، اشتباكات وصفت بالأعنف، بين حركة فتح وتنظيمات إسلامية مسلحة، أُدخلت إليها أنواع جديدة من قذائف المدفعية والصاروخية التي كان يسمع دوي انفجارها في أماكن بعيدة.
تجدد الاشتباكات في عين الحلوة
وأدت الاشتباكات العنيفة أيضًا إلى اشتعال الحرائق داخل المنازل الواقعة في محاور الاقتتال والأماكن المستهدفة، وسط موجة نزوح كثيفة للأهالي التي شملت أحياء جديدة نتيجة اشتداد القصف العشوائي الذي طالها.
وفجر الأربعاء، اتفقت فتح وحماس، أبرز فصيلين على الساحة الفلسطينية، على ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار في المخيم الذي يعدّ الأكبر للاجئين الفلسطينيين في لبنان، ويعرف باكتظاظه واتصاله بالعديد من الأحياء السكنية الواقعة في المدينة ومحيطها.
خرق لوقف إطلاق النار
ويعد تجدد الاشتباكات بين حركة فتح وجماعة مسلحة تطلق على نفسها "الشباب المسلم"، خرقًا جديدًا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه الإثنين الماضي، بعد اجتماع عقد بين مسؤولين فلسطينيين وآخرين تابعين للأمن اللبناني.
وتأتي هذه التطورات بعد هدوء دام نحو شهر، عقب مواجهات مسلحة نهاية يوليو/ تموز الماضي، أدت حينها إلى مقتل 14 شخصًا بينهم قائد قوات الأمن الوطني بالمخيم التابع لحركة "فتح"، العرموشي، و4 من مرافقيه.
تغطية صحفية: جانب من الاشتباكات المستمرة في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان. pic.twitter.com/MvSsbL41Oz
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) September 14, 2023
لقاءات لبنانية فلسطينية
وبالتوازي مع التطورات الميدانية، استقبل رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق على رأس وفد من الحركة، حيث جرى عرض لآخر التطورات في مخيم عين الحلوة.
وقال أبو مرزوق عقب اللقاء: إنّ "حماس تدين كل عمليات إطلاق النار وتعتبرها عمليات مشبوهة لا علاقة لها بالقضية الفلسطينية ولا بفرض الأمن".
وأضاف: "موقفنا إدانة كل الاشتباكات ووقف إطلاق النار فورًا وتحريم الاقتتال الفلسطيني الفلسطيني وأي عمل داخل الموضوع الفلسطيني يجب أن يكون بالحوار وبالتوافق وبالتفاهم".
وكان أبو مرزوق قد اعتبر في تصريحات سابقة أن "ما يجري في مخيم عين الحلوة الآن هو تدمير للمخيم تحت عنوان محاربة الإرهاب، ولكن بدون نتائج حقيقية تُذكر".
وأضاف قائلًا عبر حسابه على منصة "إكس" (تويتر سابقًا): "حاولنا جاهدين مساعدة من هو في مأزق ولكن التعهدات التي قُطعت لنا بلا معنى"، دون مزيد تفاصيل.
ويعد مخيم عين الحلوة من أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان، إلى جانب 11 مخيمًا آخر، حيث يقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين في البلاد بنحو 300 ألف لاجئ.
ولا يدخل الجيش أو القوى الأمنية اللبنانية إلى المخيمات بموجب اتفاقات ضمنية سابقة، تاركين مهمة حفظ الأمن فيها للفلسطينيين أنفسهم، بينما يفرض الجيش اللبناني إجراءات مشددة حولها.