أكد عميد بلدية درنة الليبية المكلف أحمد امدورد في تصريح خاص لـ"العربي"، أن ما حدث في المدينة التي شهدت فيضانات وسيول نتيجة الإعصار "دانيال" يوم الأحد عبارة عن "كارثة حقيقية"، مشيرًا إلى تشكيل لجان لتدارك الأمر وتنسيق جهود الإغاثة.
وأفاد عميد البلدية المكلف بأنّه كان "هناك عشوائية في بداية الأزمة لعدم وجود اتصالات وانشطار المدينة إلى نصفين"، مؤكدًا أن اللجان التي أحدثتها البلدية "ستسعى إلى توفير المياه وإصلاح شبكات الكهرباء وتوزيع الإغاثة بالتنسيق مع الجهات الأمنية والعسكرية".
ولفت إلى حدوث نزوح من وسط مدينة درنة إلى المناطق المنكوبة بشكل جزئي من قبل السكان، مشيرًا في الخصوص إلى "أزمة شح المياه إذا لم نتداركها في الوقت القريب سنصبح في أزمة أخرى".
بلدية درنة تضع أولوياتها
وكشف امدورد عن الصعوبات التي تواجه عملهم خلال عمليات الإنقاذ بعد الكارثة التي حلت بالمدينة، مشيرًا إلى أولوياتهم خلال هذه الفترة لتجاوز هول الصدمة.
وقال امدورد لـ"العربي"، إنه "جرى تسهيل كافة الإجراءات لكن صعوبة التواصل في الطرق وتقطعها كانت بمثابة العقبة الأولى وهو الأمر الذي بدأنا به وفتح الطرق".
الفيضانات الجارفة غمرت ربع مساحتها.. إليكم أبرز المعلومات عن مدينة #درنة الليبية التي ضربها #إعصار_دانيال #ليبيا pic.twitter.com/DVMhEbKM0O
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 13, 2023
"غياب أجهزة الإنذار فاقم الخسائر بليبيا"
في غضون ذلك، أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، اليوم الخميس أنه "كان من الممكن تفادي سقوط معظم الضحايا" جراء الفيضانات المدمرة التي خلفت آلاف القتلى والمفقودين.
وقال الأمين العام للمنظمة بيتيري تالاس خلال مؤتمر صحافي في جنيف أنه "كان بالإمكان إصدار إنذارات، لكانت هيئات إدارة الحالات الطارئة تمكنت من إجلاء السكان، ولكننا تفادينا معظم الخسائر البشرية"، مشيرًا إلى قلة التنظيم في ظل الفوضى المخيمة في هذا البلد منذ سقوط نظام معمر القذافي.
وبخصوص الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الفيضانات، قال أمين عام المنظمة: "بالطبع، لا يمكننا تجنب الخسائر الاقتصادية بشكل كامل، ولكن كان بإمكاننا أيضًا تقليل تلك الخسائر إلى الحد الأدنى"، دون ذكر تفاصيل أكثر.
وقتل أو فقد 8% من سكان مدينة درنة الليبية في الفيضانات، بينما مسحت ربع أحيائها من الخريطة، في معدل غير مسبوق لا مغاربيًا ولا عربيًا ولا حتى عالميًا في القرن الواحد والعشرين.
ويكشف هذا الرقم حجم الكارثة التي وقعت في درنة (1350 كلم شرق طرابلس) التي فاقت مأساة فيضانات باب الوادي بالجزائر في 2001، وكانت الأكبر مغاربيًا منذ مطلع القرن الواحد والعشرين، بل وحتى فيضانات الهند في 2013، التي قتل خلالها آلاف البشر.
فإعصار دانيال الذي ضرب شرقي ليبيا في 10 سبتمبر/ أيلول الجاري، تسبب في مقتل ما لا يقل عن 6 آلاف شخص، وفُقدان نحو 10 آلاف آخرين في مدينة يقدر عدد سكانها بنحو 200 ألف نسمة، نزح أكثر من 36 ألف شخص، وفق أرقام رسمية أولية.