أعلنت أرمينيا، اليوم الأربعاء، وصول 42500 لاجئ من ناغورني كاراباخ إلى أراضيها منذ العملية الأذربيجانية العسكرية الأخيرة، أي ما يمثل ثلث عدد سكان الإقليم.
وفتحت أذربيجان الطريق الوحيد الذي يصل الإقليم بأرمينيا الأحد، بعد أربعة أيام من موافقة الانفصاليين على إلقاء السلاح بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار أعاد المنطقة المتنازع عليها إلى سيطرة باكو.
ويأتي ذلك، في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الصحة بأذربيجان اليوم، أن البلاد فقدت 192 جنديًا في العملية العسكرية التي جرت مؤخرًا لاستعادة السيطرة على كاراباخ.
دعم أوروبي
وطالبت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، اليوم الأربعاء، أذربيجان بالسماح لمراقبين دوليين بدخول منطقة ناغورني كاراباخ، وقالت: "قررتُ زيادة مساعداتنا الإنسانية بشكل كبير مرة أخرى ورفع تمويلنا الإضافي للجنة الدولية للصليب الأحمر من مليونين إلى خمسة ملايين يورو".
وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن عن تخصيص 5 ملايين يورو استجابة للاحتياجات المتزايدة الناجمة عن تفاقم أزمة إقليم ناغورني كاراباخ. وذلك في بيان صحفي نشرته المفوضية الأوروبية عبر موقعها الرسمي يوم أمس.
وفي سياق المقاربة الأوروبية السياسية للأزمة، أشار مراسل "العربي" عبدالله إيماسي إلى الاجتماع الذي عُقد يوم أمس في بروكسل برعاية رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال لوضع خارطة طريق للاجتماع المرتقب بين الرئيسين الأذربيجاني والأرميني في قمة ستحتضنها مدينة غرانادا الإسبانية تزامنًا مع اجتماع قادة الاتحاد الأوروبي في إسبانيا.
ولفت مراسلنا إلى إجماع على أنه تم تعبيد الطريق من أجل التوصل لسبل تطبيع العلاقات بين أذربيجان وأرمينيا.
الدور الروسي
واعتبر كبير الباحثين في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية في برلين، رافاييل سوبونغ، خلال حديثه لـ "العربي"، أن استمرار تدفق آلاف اللاجئين من ناغورنو كاراباخ إلى أرمينيا وسط استمرار النزاع بين باكو ويريفان يجب أن تتحمل مسؤوليته الدولتان المتصارعتان على الإقليم منذ 30 عامًا.
وأشار سويونغ إلى أن موسكو الوسيطة التي قدمت قوة حفظ سلام لم تساهم في استقرار الوضع وسط النزاع، وهي ليست مسؤولة مباشرة عن التصعيد الحالي، لكن ما رأته واشنطن في الموقف الروسي، حيث بدا وكأنه لا يمكن الاعتماد عليه في حل النزاع، هو واقع حقيقي.