يرتقب أن يكون للرد الإسرائيلي على الهجوم الذي نفذته إيران الثلاثاء الفائت، تداعيات جيوسياسية واقتصادية تزيد حساسيتها في منطقة تعتبر أهم خزان نفطي في العالم.
وتعد الجمهورية الإسلامية الإيرانية ثالث أكبر احتياطي من النفط في العالم، وهي مطلة على الخليج العربي المسؤول عن عبور ثلث تجارة الطاقة العالمية.
وعليه، فإن أي استهداف لمنشآت إيران النفطية من جانب إسرائيل سينذر بتأجيج أسعار النفط الخام، التي صعدت 9% خلال أسبوع شهد الهجوم الإيراني بنحو 200 صاروخ باليستي.
وتقول إذاعة الجيش الإسرائيلي إن "هجومًا جديًا وكبيرًا على إيران ممكن"، وسيكون بمشاركة دول شريكة دون تسميتها.
ويأتي ذلك بعد أن قصفت الجمهورية الإسلامية إسرائيل بنحو 200 صاروخ، ردًا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية في طهران قبل شهرين، واغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، في ضاجية بيروت الجنوبية الشهر الماضي.
تداعيات رد إسرائيل على إيران
ويرجح بنك "غولدن ساكس" الأميركي، والذي تؤخذ تقاريره على محمل الأهمية، أن يقفز سعر برميل النفط 20 دولارًا إن استهدفت إسرائيل مرافق النفط الإيرانية، وهو ما يزيد على الثمن الراهن بواقع 25%.
وتنتج إيران يوميًا 3.5 مليون برميل نفط، وهي كذلك لاعب مهم في سوق الغاز العالمية، وتزداد أهميتها لضمان سوق الطاقة، الذي بالكاد يتجاوز تداعيات الحرب الأوكرانية الروسية التي اندلعت في فبراير/ شباط 2022.
ونصح الرئيس الأميركي جو بايدن حليفته إسرائيل بعدم استهداف منشآت الطاقة الإيرانية، لكن هذه النصيحة لا تقلل من احتمالات حصول ذلك، لا سيما في ظل تراجع مظاهر ضغط واشنطن على تل أبيب، إلى أدنى حدوده مع اقتراب مغادرة الرئيس الأميركي الحالي البيت الأبيض، بفعل الانتخابات المرتقبة.
هكذا، فإن ارتفاع منسوب التصعيد في منطقة الشرق الأوسط لن يقتصر على المظهرين الأمني والعسكري، وإنما سيشمل البعد الاقتصادي، ذلك لأن النفط يؤدي دورًا مؤثرًا في تقييم سعر كل سلعة تشترى وخدمة تؤدى، ليس في المنطقة فحسب بل في العالم برمته.
