دفنت السلطات الصحية في قطاع غزة عددًا من الشهداء في مقابر جماعية، مع تسجيل مئات الجثث مجهولة الهُوية. وفي حين أعلنت مستشفيات القطاع عجز ثلاجاتها عن استيعاب الشهداء، يظل عدد كبير من الجثامين تحت الأنقاض؛ في كارثة إنسانية ماثلة.
هكذا لم يعد للجنازات الفردية ذكر في غزة حيث تفتح الأرض قبورها للجماعات وتسارع الخطى في موكب متواصل لإكرام مئات الشهداء بالدفن.
ومن هؤلاء من سيُذكر بشاهد على قبره؛ لكن سيبقى الكثيرون منهم بلا أسماء.
ومع القصف المتواصل الذي تنفذه طائرات الاحتلال الإسرائيلي لم تعد مقابر غزة تستوعب الكم الهائل من الجثامين.
كما أن كثيرًا من الضحايا دفنوا حيث قضوا وعشرات منهم تشاركوا في قبر واحد في حال أُكرم كثير منهم بجنازة وقبر. وآخرون لا يزالون عالقين تحت الأنقاض، أو لم تستوعبهم ثلاجات الموتى في المستشفيات.
وتواجه غزة وحدها أزمة خطيرة لتكدس الجثامين، مع عدم تمكن منظمات دولية من الحصول على موافقات إسرائيلية بتنسيق "دفن آمن".
"مقبرة كبيرة"
وبهذه الطريقة، حوّل العدوان قطاع غزة إلى مقبرة كبيرة لم يُكرم العالم شهداءها.
وفي جنوب قطاع غزة، يتم حفر القبور استعدادًا لملئها. وفي مناطق أخرى، يتم تخزين جثامين القتلى في برادات سيارات المثلجات أو دفنها في مقابر جماعية.
وأدى القصف المتواصل منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول إلى تسوية أحياء بكاملها بالأرض واستشهاد ما لا يقل عن 2750 شخصًا في قطاع غزة، وإصابة 9700 آخرين، غالبيتهم من المدنيين، وفق حصيلة أعلنتها وزارة الصحة في القطاع يوم أمس.
وقال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق المتوسط أحمد المنظري في مقابلة مع وكالة "فرانس برس" الإثنين بشأن نقص الإمدادات الأساسية إن الأمر قد يحتمل "الأربع والعشرين ساعة المقبلة بعد ذلك ستكون كارثة حقيقية .. لا وقود وبالتالي لا كهرباء ولا مياه لعموم سكان غزة وبالأخص للمستشفيات والمؤسسات الصحية".