لم يختلف اليوم الـ16 من العدوان الإسرائيلي على غزة عن الأيام السابقة، حيث استمر الاحتلال بقصف الأحياء المدنية موقعًا الكثير من الشهداء.
ومقابل هذه الاعتداءات، استهدفت المقاومة الفلسطينية مدنًا إسرائيلية بالصواريخ، على وقع نجاح كتائب القسام في إفشال محاولة توغل بري للاحتلال قرب خانيونس.
فشل توغل بري إسرائيلي في خانيونس
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل أحد جنوده اليوم الأحد بصاروخ مضاد للدبابات خلال توغل في قطاع غزة.
وقال الجيش: "قُتل جندي وأصيب آخر بجروح متوسطة وأصيب اثنان بجروح طفيفة نتيجة إطلاق صاروخ مضاد للدبابات باتجاه دبابة ومركبة هندسية تابعتين للجيش الإسرائيلي".
وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس" اليوم الأحد، تمكن عناصرها من إيقاع قوة إسرائيلية مدرعة في كمين محكم شرق خانيونس بعد عبورها السياج لعدة أمتار.
وقالت في بيان: إن "مجاهدينا التحموا مع القوة المتسللة، ودمروا جرافتين ودبابة وأجبروا القوة على الانسحاب وعادوا إلى قواعدهم بسلام".
غارات ليلية كثيفة
وكثّف الاحتلال غاراته على غزة مساءً، حيث سقط عدد من الشهداء بعد قصف عنيف استهدف منزلين وسط مخيم جباليا.
وأفاد مراسل "العربي" مساء الأحد عن سقوط "10 شهداء جراء قصف الاحتلال عدة منازل في منطقة الترنس ومسجد الألباني بمخيم جباليا شمالي قطاع غزة".
كما ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن 5 شهداء سقطوا خلال قصف إسرائيلي استهدف منزلًا سكنيًا في منطقة وادي غزة وسط القطاع.
كما جدد طيران الاحتلال الإسرائيلي غاراته على بلدة بني سهيلا شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية بوقوع شهداء وجرحى خلال قصف إسرائيلي استهدف منزلًا سكنيًا في حي الأمل بخان يونس أيضًا.
استخدام أسلحة غير معتادة
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، الأحد، رصدها استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي "أسلحة غير معتادة تسببت بحروق شديدة في أجساد الشهداء والجرحى".
وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة في بيان، إن "الطواقم الطبية رصدت استخدام الاحتلال الإسرائيلي لأسلحة غير معتادة تسببت بحروق شديدة في أجساد الشهداء والجرحى".
إلى ذلك، قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، الأحد، إن العدوان الإسرائيلي المتواصل "تسبب في نزوح نحو نصف مليون امرأة من منازلهن قسريًا" منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
وذكر المكتب في بيان أن "الجهات المختصة وثقت استشهاد 1023 من الإناث، ونزوح نحو نصف مليون أخريات من منازلهن قسريًا".
ولفت إلى أن "الاحتلال يتعمد استهداف المدنيين بالقتل والتهجير، وخاصة النساء منهم".
وتابع: "تمادي الاحتلال الإسرائيلي في جرائمه بحق النساء والفتيات والأطفال يشكل جريمة حرب ترفضها كل المواثيق الدولية والإنسانية".
تحركات دولية
على الصعيد السياسي، ناقش الرئيس الأميركي جو بايدن تطورات العدوان الإسرائيلي مع قادة أبرز الدول الغربية، وفق ما أفاد البيت الأبيض.
وقالت الرئاسة الأميركية إن بايدن تحدث إلى قادة بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، بعد مباحثات أجراها في شكل منفصل مع البابا فرنسيس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.
وقال البيت الأبيض في بيان: إن الرئيس الأميركي جو بايدن تحدث إلى البابا فرنسيس اليوم الأحد، وناقشا العدوان على غزة.
وأضاف أنهما ناقشا "ضرورة منع التصعيد في المنطقة والعمل نحو تحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط".
وقال الفاتيكان في وقت سابق إن الاتصال الذي استمر نحو 20 دقيقة "ركز على أوضاع الصراع في العالم وضرورة إيجاد سبل للسلام".
كما أعلن مكتب رئيس الوزراء الهولندي مارك روته أنه سيزور إسرائيل غدًا الإثنين لإجراء محادثات مع نظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
كما يتوجه الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون الثلاثاء إلى تل أبيب، حيث يلتقي خصوصًا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، بحسب ما أعلن الإليزيه.
تنديد فلسطيني بدعم الاحتلال
وكان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، قد قال في وقت سابق من اليوم الأحد، إن الدعم الدولي المستمر لإسرائيل في عدوانها على قطاع غزة "رخصة للمزيد من القتل والتدمير".
جاء ذلك خلال لقائه 25 سفيرًا وممثلًا وقنصلًا لدول العالم في فلسطين، بمكتبه في مدينة رام الله، وفق بيان صادر عن مكتبه.
وأضاف اشتية، أن "الدعم الدولي لإسرائيل في عدوانها يعني إعطاءها الضوء الأخضر ورخصة للمزيد من القتل والتدمير".
ودعا المسؤول الفلسطيني، المجتمع الدولي والدول الشقيقة والصديقة "لخلق حراك وجبهة موحدة من أجل وقف عدوان الاحتلال على شعبنا في قطاع غزة ومخططات التهجير والاجتياح البري للقطاع، والضغط على إسرائيل للسماح بإدخال المساعدات الطبية والإغاثية للقطاع".
وشدد على "ضرورة خلق وإطلاق مسار سياسي فاعل من أجل إنهاء الاحتلال، وتحقيق حل الدولتين، وتجسيد إقامة الدولة الفلسطينية".