أعلنت منظمة الصحة العالمية اليوم الثلاثاء أنها لا تزال غير قادرة على توزيع الوقود أو الإمدادات الصحية الأساسية المنقذة للحياة على المستشفيات الكبرى في شمال غزة، بسبب نقص الضمانات الأمنية.
ودعت المنظمة إلى "وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية حتى يتسنى إيصال الإمدادات الصحية والوقود بأمان إلى جميع أنحاء قطاع غزة".
يأتي هذا فيما يواصل الجيش الإسرائيلي لليوم الـ18 على التوالي استهداف غزة بغارات جوية مكثفة دمّرت أحياء بكاملها، وأسفرت عن استشهاد 5791 فلسطينيًا، بينهم 2360 طفلًا و1292 سيدة و295 مسنًا، وإصابة 16297 شخصًا، إضافة إلى أكثر من 1550 مفقودًا تحت الأنقاض.
الصحة تعلن الانهيار التام لمستشفيات القطاع
بدورها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة اليوم الثلاثاء، الانهيار التام للمنظومة الصحية في مستشفيات القطاع.
وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة في تصريح صحافي إن "بقاء أبواب المستشفيات مفتوحة لا يعني أنها تقدم الخدمة لطوفان الجرحى المتدفق عليها".
وأشار إلى أن الانتهاكات الإسرائيلية ضد المنظومة الصحية أدت لاستشهاد 65 من الطاقم الطبي وتدمير 25 سيارة إسعاف وخروج 12 مستشفى و32 مركزًا صحيًا عن الخدمة.
وأضاف: "نخشى خروج المزيد خلال الساعات القادمة بسبب الاستهداف ونفاد الوقود"، مبينًا في الوقت نفسه، أن الطواقم الطبية تفاضل بين الحالات لمحاولة إنقاذ حياتها والحالات الحرجة متزايدة.
وذكر أن مئات الحالات يتأخر وصولها لغرف العمليات لعدة أيام، بسبب الضغط الهائل من الإصابات الخطيرة والمعقدة.
وبين أن مئات الحالات ملقاة على الأرض دون تدخل طبي ولو بسيط بسبب عدم توفر الإمكانيات وقلة الكوادر، مشيرًا إلى أن آلية إدخال المساعدات الطبية عقيمة، ولم تسعف المستشفيات المنهارة حتى اللحظة.
وطالب القدرة مصر بفتح معبر رفح البري وضمان تدفق المساعدات الطبية والوقود وخروج الجرحى والمرضى، حاثًا كافة دول العالم على إرسال الوفود الطبية المتخصصة لإنقاذ جرحى العدوان.
ولفت إلى أن الطواقم الطبية تجد صعوبة بالغة في التعامل مع إصابات الحروق وإذابة الجلد المتزايدة للجرحى، مطالبًا المجتمع الدولي بسرعة إمداد المستشفيات بالوقود لإنقاذ آلاف الجرحى والمرضى.
وكان القدرة قد قال في تصريح سابق، إن المنظومة الصحية وصلت إلى مرحلة هي الأسوأ في تاريخها.
سيناتور أميركي يحذر من الهجوم البري الإسرائيلي
سياسيًا، حذّر السيناتور الديمقراطي الأميركي بيتر ولش من أن الهجوم البري الإسرائيلي المحتمل على قطاع غزة "سيكون كارثة على الفلسطينيين الأبرياء هناك".
جاء ذلك في بيان نشره ولش، عبّر فيه عن مخاوفه بشأن العواقب المحتملة للعملية البرية التي تخطط لها إسرائيل ضد قطاع غزة.
وأضاف السيناتور: "ليس هناك شك في أن أي هجوم بري وشيك سيكون كارثيًا على الفلسطينيين الأبرياء في غزة، وسيعرض الجهود المكثفة لإنقاذ الرهائن للخطر".
وحذر من أن أي هجوم بري سيؤدي إلى تفاقم الظروف السيئة في غزة، مشيرًا إلى أن إسرائيل تتحمل مسؤولية حماية المدنيين الفلسطينيين الذين يعيشون في غزة، بما في ذلك مليون طفل.
وأكد أن الأوضاع الإنسانية في غزة "سيئة للغاية وتزداد سوءًا يومًا بعد يوم"، مبينًا أن مليون فلسطيني، بينهم نساء وأطفال تشرّدوا من أماكنهم.
وذكر ولش أن النازحين الفلسطينيين تركوا دون مأوى، وحرموا من الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والماء والدواء.