يشنّ الاحتلال الإسرائيلي عدوانًا على قطاع غزة لا يستثني فيه بشرًا ولا حجر، زاعمًا أنه يستهدف حركة المقاومة الإسلامية "حماس".
وبين الرد على عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري ضد الاحتلال، ومآرب أخرى تشمل القطاع المحاصر والغزيين، يتصاعد الحديث عن هجوم بري على قطاع غزة بحجة "القضاء على حماس".
ويشير وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت في معرض حديثه عن مراحل الهجوم إلى أغراض منها تدمير بنية حماس وإنهاء حكمها لغزة، ثم القضاء على ما تبقى من جيوب للمقاومة في القطاع.
وأيًا كان ما تخفيه المرحلة الإسرائيلية النهائية لمخططها، فإنها تؤشر إلى أن غاية تل أبيب من الحرب الدائرة على قطاع غزة هي التخلص من هذه البقعة، التي ظلت تؤرقها لعقود مضت وشنت في سبيل ذلك عليها حروبًا متتالية.
في غضون ذلك، يتواصل العدوان على غزة حيث وصل عدد الضحايا إلى 6546 شهيدًا بينهم 2704 أطفال و1584 امرأة و295 مسنًا، بالإضافة إلى 1550 مفقودًا تحت الأنقاض.
ويؤكد رئيس حركة "حماس" في الخارج خالد مشعل، أن إسرائيل "أخذت الضوء الأخضر من أميركا والدول الغربية لتدمير غزة عن بكرة أبيها، وهي سياسة الأرض المحروقة والدمار الشامل، وخطتهم سحق المقاومة وحماس والحاضنة الشعبية وغزة بدعم دولي".
قادة المقاومة في "مرمى النيران الإسرائيلية"
وبينما يُعد قادة المقاومة هدفًا دائمًا للاحتلال الذي لطالما دبّر المكائد لاغتيالهم، يلاحقهم العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بنيرانه.
وتحدثت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في تقرير نشرته اليوم الأربعاء، عن 6 من قادة "حماس" "في مرمى النيران الإسرائيلية"، 3 منهم في داخل القطاع و3 آخرون خارجه.
وزعمت الصحيفة في تقريرها أن "الهدف من النيران الكثيفة التي تلقى على قطاع غزة هي الوصول إلى قائد كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحماس محمد الضيف، ونائبه مروان عيسى، ورئيس الحركة في غزة يحيى السنوار".
وخارج قطاع غزة، تستهدف إسرائيل - بحسب الصحيفة - رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ونائبه صالح العاروري وعضو المكتب السياسي خالد مشعل.
-
محمد الضيف
وفيما نشرت "يديعوت أحرونوت" صورًا لقادة "حماس" المستهدفين، قالت إن محمد الضيف يعتبر "في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أحد أكثر المسؤولين المطلوبين، إن لم يكن أعلاهم".
وفيما لفتت إلى أنه "أسّس ويرأس كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، ونجا من خمس محاولات اغتيال على الأقل"، وصفته بـ"المهندس" الذي خطط لبناء أنفاق حماس والمسؤول عن تنفيذ سلسلة من الهجمات ضد إسرائيليين".
والصحيفة تحدثت عن قصف جيش الاحتلال في عدوانه الحالي على غزة منزل والد محمد الضيف من الجو، مشيرة نقلًا عن تقارير إلى استشهاد شقيقه مع ابنه وحفيدته.
-
يحيى السنوار
إلى ذلك، تحدثت "يديعوت أحرونوت" عن "أهمية" استهداف قائد حركة "حماس" في قطاع غزة يحيى السنوار، والذي وصفته بأنه أحد مؤسسي الجناح العسكري للحركة.
وبينما قالت إنه أحد المسؤولين عن عملية "طوفان الأقصى"، زعمت أنه والضيف موجودان في شبكة أنفاق حماس في غزة. وأشارت إلى تقارير عن قصف شقة شقيقه، في برج بخانيونس، حيث عثر هناك على عدد من الشهداء.
-
مروان عيسى
وفي السياق عينه، ذكرت الصحيفة أن مروان عيسى "الملقب برجل الظل ونائب رئيس الجناح العسكري لحماس، هو أحد الأهداف الرئيسية التي يستهدفها الجيش الإسرائيلي".
ولفتت إلى ما يُقال "في إسرائيل من حيث أن الحرب النفسية مع حماس لن تنتهي طالما بقي عيسى على قيد الحياة".
وبينما وصفته بأنه "مقرب من الضيف، تحدثت عن محاولات لاغتياله؛ إحداها خلال لقائه مع الضيف وغيره من كبار قادة الفرع العسكري في العام 2006".
ولفتت إلى أنه تم قصف منزله مرتين في عامَي 2014 و2021، وفي إحدى تلك التفجيرات استشهد شقيقه.
-
صالح العاروري
وفي ما يخص قادة المقاومة الثلاثة خارج قطاع غزة، أشارت "يديعوت أحرونوت" إلى أن صالح العاروري المقيم حاليًا في بيروت، هو الرجل الثاني في حماس والمسؤول عن أنشطة ذراعها العسكري في الضفة الغربية".
-
خالد مشعل
وعن خالد مشعل، الذي "شغل منصب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس لمدة 21 عامًا والمسؤول حاليًا عن أنشطتها في الخارج"، فقالت إنه "موجود في قطر، وإن الموساد فشل في محاولة اغتياله على الأراضي الأردنية في العام 1997".
-
إسماعيل هنية
أما إسماعيل هنية، فقالت عنه "يديعوت أحرونوت" إنه "حل محل مشعل في العام 2017 كرئيس للمكتب السياسي لحركة حماس، ويقيم في قطر".