حذّر المفوض العام لمنظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، اليوم الجمعة، من أن غزة على شفير كارثة مع خطر تفشي أمراض في غياب المساعدات والوقود.
وفي ظل تواصل العدوان الإسرائيلي لليوم الـ21 على التوالي على غزة، وقطع الكهرباء والمياه والإنترنت، ومنع دخول البضائع والحاجيات الأساسية بما في ذلك الوقود والأدوية إلى داخل القطاع، قال لازاريني في مؤتمر صحفي من القدس: "قطاع غزة على شفير كارثة، وهناك خطر تفشي الأمراض قريبًا، وحذّرتُ قبل أيام من أننا لن نتمكن من مواصلة الأعمال الإنسانية إذا لم نحصل على إمدادات الوقود".
مجاعة تتسلل إلى القطاع
وشدد المفوض العام على أن العدد القليل من الشاحنات التي دخلت غزة لن يحدث فارقًا، داعيًا إلى وقف إطلاق نار إنساني لضمان التدفق المستمر للمساعدات.
ولفت إلى أن "57 على الأقل من زملائنا في الوكالة تم تأكيد مقتلهم، وآلاف آخرون يتشاركون هذا الخطر والكفاح كل يوم ويتعرضون للقصف والترهيب".
وأكد لازاريني "انهيار المنظومة الصحية والنظام المدني في غزة"، مضيفًا أنه "للمرة الأولى نسمع عن مواجهة أشخاص للمجاعة في القطاع".
وتوجه المفوض الأممي بالحديث لمن يشككون بوصول المساعدات إلى جهات غير التي تستهدفها، وأضاف: "لمن يخشى وقوع المساعدات بالأيدي الخاطئة نقول إن لدينا آليات صلبة، ونوجّه المساعدات للأشخاص الأشد حاجة إليها، ونعمل مع موردين غير مدرجين على قائمة العقوبات".
مخاوف من كارثة بيئية
وتتذرّع إسرائيل بأن المساعدات قد تصل لحركة "حماس" وتزيد من قدرتها على الصمود، لتبرير مواصلتها الحصار التام على قطاع غزة، مع القليل من الاستثناءات عبر عدد محدود من الشاحنات، التي دخلت القطاع منذ نحو أسبوع رغم تأكيد كل المنظمات الدولية عدم تناسبها مع العجز الكبير.
وكان الدكتور رأفت المجدلاوي رئيس جمعية العودة المشرفة على مشفى العودة في غزة، قد أكد في حديث إلى "العربي" أن المنظومة الصحية في القطاع تضم 29 مستشفى، لا تزال 9 منها فقط تعمل الآن، وهي مهددة بالتوقف في أي لحظة.
بدوره، قال مدير المستشفى الكويتي صهيب الهمص لـ"العربي"، إن الإشكالية في المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة ليست في كمّها وحسب، بل في نوعيتها كذلك فيما يتعلق باللوازم الطبية وما يحتاج إليه القطاع الصحي والإنساني في غزة.
وأكد مسؤول في منظمة الصحة العالمية اليوم الجمعة أن المنظمة تلقت تقديرات بأنه لا يزال هناك 1000 جثة تحت الأنقاض في غزة لم يتم التعرف عليها، ولم يتم تسجيلها بعد ضمن عدد الشهداء، الأمر الذي يثير مخاوف من انتشار الأمراض والأوبئة جراء عدم دفن تلك الجثث.