منذ بداية العدوان على غزة قبل 22 يومًا، اتخذت الهجمات الإسرائيلية منحنى تصاعديًا حتى وصلت مساء أمس إلى قطع الإنترنت والاتصال بشكل كامل عن القطاع المحاصر أصلًا، وقصفه بطريقة هي الأعنف من الجو والبر.
وأكدت شركة "نت بلوكس" التي تراقب الإنترنت في مختلف دول العالم، انهيار الاتصالات في قطاع غزة بشكل كامل.
استنكار دولي لقطع الإنترنت عن غزة
وأكدت شركة "جوال" الفلسطينية على صفحتها بفيسبوك انقطاع خدمات الهاتف المحمول والإنترنت في قطاع غزة بصورة كاملة بسبب القصف الشديد، الأمر الذي قوبل باستنكار دولي واسع.
وقالت منظمة العفو الدولية: إن ما يتعرض له المدنيون في غزة هو خطر غير مسبوق، فإسرائيل قطعت سبل الاتصال كافة، بينما تكثف القصف وتوسع هجماتها البرية.
وطالبت المنظمة بإعادة تشغيل البنية التحتية للإنترنت والاتصالات بشكل عاجل، على الأقل لتتمكن فرق الإنقاذ من إسعاف ونقل المصابين الذين يتزايد عددهم.
ومنذ انقطاع شبكة الاتصالات عن القطاع ليلة أمس وحتى اللحظة، حجب أي تواصل بين أهالي غزة والخارج، وتعرقل تواصل المواطنين مع فرق الإسعاف وسط قصف إسرائيلي مكثف، وأصبحت مصادر المعلومات عما يحدث داخل القطاع محدودة جدًا.
ضغط من الخارج
ودفع واقع الحال الذي تعيشه غزة الآن، رواد مواقع التواصل إلى محاولة الضغط لوقف المجزرة بالبحث عن وسائل اتصال بديلة.
فبدأ بعضهم مطالبة إيلون ماسك بمساواة غزة بأوكرانيا وتوفير الإنترنت الفضائي للقطاع، لكن طبيعة البنية التحتية في القطاع لا تسمح بهذا الحل.
فاتجه الناس بعد ذلك لمطالبة شركات الاتصالات المصرية بتوفير التغطية اللازمة للقطاع عن طريق أبراج اتصالات متنقلة تستقر على الحدود مع القطاع، فرد مصدر داخل قطاع الاتصالات في مصر بأن هذا مخالف لقوانين الاتصال الدولية.
كيف تفاعل المغردون؟
وعلّقت الصحافية شيماء سامي، بالقول: "حق بعد حق يسلبه الاحتلال الإسرائيلي من أهل غزة، حق التواصل ونقل المعلومات، حقوق أصيلة ومن نفس أهمية حق الأكل والشرب". وشددت على ضرورة توفير أبراج اتصال عن طريق مصر، وتوفير طريقة توصيل عبر القمر الصناعي.
أما الصحافي دان كوهين، فقال: إن الأمر الأكثر رعبًا من الأخبار القادمة من غزة هو عدم وجود أخبار.
وتابع قائلًا: "غزة تباد في صمت، وقد تخلى عنها العالم لتعاني من القوة العسكرية الكاملة لنظام الإبادة الجماعية الذي تدعمه قوة عظمى، سيذكر التاريخ من وقف إلى جانب العدالة ومن لم يفعل".
ومع تصاعد واستمرار حملة المطالبات بتوفير شبكة الاتصال لقطاع غزة، قال إيلون ماسك في منشور ردًا على أحد المطالبين بأن ستارلينك ستدعم منظمات الإغاثة المعترف بها دوليًا في قطاع غزة بشبكة اتصال بالإنترنت.