لا يسلم الأحياء ولا الجماد من قصف الاحتلال على غزة، فمنازل المدنيين ودور العبادة وحتى المدارس التي أوى إليها الناس ليحتموا بها قصفها جيش الاحتلال بدم بارد.
أما المستشفيات، فأخذت نصيبها هي الأخرى من القصف لا سيما بعد مجزرة مستشفى المعمداني الأهلي التي أسفرت عن أكثر من 500 شهيد وعدد كبير من الجرحى.
تمهيد لاستهداف مستشفى الشفاء؟
وسط كل ذلك، ظهرت تساؤلات عما إذا سيكون مجمع الشفاء في غزة الذي لجأ إليه أكثر من 50 ألف نازح فلسطيني هدف إسرائيل التالي.
فقبيل مجزرة الاحتلال في مستشفى المعمداني، نشرت قناة" بي بي سي" تصريحًا يمهد لوجود أنفاق لـ"حماس" أسفل مبان مدنية مثل المدارس والمستشفيات والمناطق السكنية، ما يمنح الجيش ميزة الشك المبرر عندما يتعلق الأمر بقصف مثل تلك الأهداف، حسب القناة.
ويوم أمس، ادعى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري أن "حماس تشن الحرب من المستشفيات" خاصة مجمع الشفاء الذي اعتبره الاحتلال قاعدة رئيسية لعمليات الحركة.
واعتمد جيش الدفاع الإسرائيلي في إثبات صحة روايته على مقطع فيديو توضيحي، يحمل صورًا جوية و"أدلة" ورسومًا توضيحية غير واقعية لكنها مصممة ببرامج التصميم الهندسي، لما قيل إنها مقار لـ"حماس" في المستشفيات، وتكشف وجود أنفاق للحركة متصلة بالمستشفيات.
لكن تلك المعلومات لا ترتكز على دليل واحد حقيقي، ولعل ما يبين أكثر نية الاحتلال قصف المستشفى، هو استهداف المحيط في الساعات الماضية.
رد المقاومة على المزاعم الإسرائيلية
أما المزاعم الإسرائيلية، فقوبلت بنفي تام من قبل "حماس" على لسان الناطق باسم الحركة عبد اللطيف القانوع الذي نفى في تصريح تلك الاتهامات التي تزعم أن القيادة المركزية للحركة موجودة أسفل مستشفى الشفاء.
وأشار القانوع إلى أن هدف الاحتلال من تلك الاتهامات هو تهديد المستشفيات تمهيدًا لقصفها كما فعل مع مستشفى المعمداني، وكنيسة القديس برفيريوس، وأيضًا في قصفه المخابز والنازحين إلى جنوب قطاع غزة.
رفض البروباغندا الإسرائيلية
منصات التواصل الاجتماعي بدورها، ضجت بالحديث عن البروباغندا الإسرائيلية التي تحاول بكل الطرق الالتفاف حول مجازرها وإخراج أدواتها للتزييف في عجالة.
فعلق الصحافي التركي إسماعيل صايماز على مزاعم إسرائيل بوجود مراكز لـ"حماس" تحت المستشفيات متسائلًا: "أي نوع هي إسرائيل التي لا تستطيع تلقي معلومات استخباراتية عن مظليات الطاقة التي باغتتهم في وضح النهار، لكنها تكتشف مقر حماس الرئيسي تحت مستشفى الشفاء".
وأضاف صايماز: "هذا مثير للسخرية. إسرائيل تستخدم حماس ذريعة، لترتكب جرائم حرب وترتكب إرهاب دولة لم يسبق له مثيل في التاريخ، يقول إسماعيل".
أما المدون ساجد أبو الحسن فرأى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لا يزال يكذب وينشر تسجيلات مفبركة على أنها لقيادة "حماس" أسفل مستشفى الشفاء.