وقّعت إسرائيل والمغرب، مذكرة تفاهم دفاعية في الرباط، اليوم الأربعاء، وذلك خلال زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، للبلاد، وهي الأولى لمسؤول بهذا المنصب إلى المغرب، بعد أن رفع البلدان مستوى علاقاتهما الدبلوماسية العام الماضي.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الإسرائيلية إن الوثيقة وقعها وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس مع عبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني.
وأضاف المتحدث الدفاعي الإسرائيلي أن مذكرة التفاهم ستمكن البلدين من "التمتع بتعاون متزايد في مجالات الاستخبارات والتعاون الصناعي والتدريب العسكري ومجالات أخرى".
وقال غانتس في مقطع فيديو نُشر على حسابه على تويتر بعد أن التقى بلوديي: "هذه (خطوة) مهمة للغاية وستسمح لنا بتبادل الأفكار والدخول في مشاريع مشتركة وفتح الباب للصادرات الإسرائيلية (إلى المغرب)".
في غضون ذلك، نقلت وكالة رويترز عن مصدر اطلع على مذكرة التفاهم السرية اليوم الأربعاء قوله: إنها لا تتضمن اتفاقات دفاعية محددة لكنها تقدم إطار عمل قانونيًا وتنظيميًا لعقد مثل تلك الاتفاقات في المستقبل.
إطار عمل قانوني
وقال غانتس للصحفيين، وهو يستعد للسفر للرباط، أمس الثلاثاء: إنه يبدأ "أول زيارة رسمية" من وزير دفاع إسرائيلي للمغرب، بما يشير ضمنيًا إلى أن العلاقات التي لم تكن علنية من قبل تعود لعقود مضت.
وعمد وزير الدفاع الإسرائيلي خلال الزيارة إلى المغرب، الذي لحق عملية التطبيع مع إسرائيل، إلى إظهار مدى التقارب بعد التوجه إلى ضريح محمد الخامس والحسن الثاني بالرباط، ووضع إكليل من الزهور على قبري الملكين الراحلين، قبل أن يقف دقيقة صمت ترحمًا على روحيهما، ثم وقع في الدفتر الذهبي للضريح.
لإضفاء الطابع الرسمي
وتعد هذه الزيارة تاريخية لمسؤول إسرائيلي، كونها تأتي في ظل سعي الأخيرة لإضفاء الطابع الرسمي على التعاون الأمني مع المغرب، ولا سيما أن غانتس قال قبيل إقلاع طائرته من مطار "بن غوريون" في تل أبيب: "سنوقع اتفاقيات تعاون، ونواصل تقوية علاقاتنا من المهم جدا أن تكون هذه الزيارة ناجحة".
وفي 15 سبتمبر/ أيلول 2020 أصبحت الإمارات والبحرين أول دولتين خليجيتين تطبّعان علنًا علاقاتهما مع إسرائيل، تحت رعاية الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب، وأقدمت المغرب والسودان فيما بعد على الخطوة نفسها.
يذكر أنه في أغسطس/ آب 2021، وقع وزير الشؤون الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، ونظيره الإسرائيلي، يائير لبيد، خلال زيارته للمغرب، ثلاثة اتفاقات تعاون بينهما، تهم مجالات السياسة والثقافة والشباب والرياضة والخدمات الجوية.
خطوة غير محسوبة العواقب
وكانت جمعيتان مغربيتان، أطلقتا أمس الثلاثاء، حملة رافضة لزيارة وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس للمغرب.
وتزامنًا، أعلنت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، عن إدانتها لاستقبال "وزير الحرب الصهيوني بأرض المغرب".
واعتبرت الهيئة في بيان هذه الخطوة "غير محسوبة العواقب، واستمرارًا في مسلسل التطبيع المذل مع الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين".
ونهاية العام الماضي، أعلنت إسرائيل والمغرب عن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد توقفها عام 2002. ومنذ ذلك الحين تم افتتاح مكتب الاتصال الإسرائيلي بالمغرب خلال زيارة لابيد إلى الرباط في أغسطس الماضي.
كما أُعيد افتتاح مكتب الاتصال المغربي في تل أبيب وتدشين خط طيران مباشر بين البلدين.