أدانت منظمات في الأمم المتحدة قصف إسرائيل سيارات إسعاف قرب مستشفى في غزة ما أسفر عن استشهاد 15 فلسطينيًا في غزة أمس الجمعة، في ضربة أكدها جيش الاحتلال الذي زعم أنه استهدف نشطاء في "حماس".
فقد أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن شعوره بـ"الرعب" إزاء الهجوم الذي تعرضت له سيارات إسعاف خارج مستشفى الشفاء في غزة.
بدوره، عبّر رئيس منظّمة الصحّة العالميّة تيدروس أدهانوم غيبريسوس عن شعوره "بصدمة عميقة"، بينما أبدت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة لين هاستينغز قلقها من استهداف المرضى.
غوتيريش: لا مكان آمنًا في غزة
في التفاصيل، قال غوتيريش في بيان صحفي أصدره ليل الجمعة السبت: إن "صور الجثث المتناثرة في الشارع خارج المستشفى مروعة"، مؤكّدًا أنه "رُوع" جرّاء هذه الضربة.
وتابع الأمين العام للأمم المتحدة مشدّدًا على أن "المدنيين في غزة، بمن فيهم الأطفال والنساء، يُحاصرون منذ ما يقرب من شهر ويُحرمون من المساعدات، ويقتلون، ويُقصفون".
وأضاف أنه لا يصل ما يكفي من الغذاء والماء والدواء لتلبية احتياجات الناس في القطاع، بينما الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات ومحطات المياه آخذ في النفاد.
وأردف: "المشارح تفيض والمحلات التجارية فارغة وحالة الصرف الصحي مزرية. ونشهد زيادة في انتشار الأمراض والتهابات الجهاز التنفسي، وخاصة بين الأطفال. إن السكان بأكملهم مصابون بالصدمة. ولا يوجد مكان آمن".
كما أكد غوتيريش أن "أعداد النازحين في ملاجئ الأونروا تفوق القدرة الاستيعابية لتلك الملاجئ بما يقرب من أربعة أضعاف فيما تتعرض للقصف".
وجدد الأمين العام للأمم المتحدة نداءاته السابقة لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، وضرورة السماح بدخول الإمدادات والخدمات الأساسية ووصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى غزة وبأنحائها بشكل آمن وعلى نطاق يتناسب مع هذا الوضع المأساوي.
"صدمة عميقة"
أما رئيس منظّمة الصحّة العالميّة تيدروس أدهانوم غيبريسوس فقال إنّه "شعر بصدمة عميقة" من الهجوم على مجمع الشفاء الطبي، مذكرًا بأنّه "يجب حماية المرضى ومقدّمي الرعاية والمؤسّسات الطبّية وسيّارات الإسعاف في كلّ الأوقات".
بدورها، كتبت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة لين هاستينغز على منصة "إكس" إنها "قلقة" لأن الضربة استهدفت "مرضى كان سيتم إجلاؤهم إلى بر الأمان".
استهداف مجمع الشفاء
وكان الهلال الأحمر الفلسطيني قد ذكر أن موكب الإسعاف كان يتألف من 5 آليات، مضيفًا أن القصف وقع على مسافة مترين من مدخل مستشفى الشفاء، أكبر مستشفيات غزة.
وأشار إلى أن سيارة إسعاف ثانية استُهدفت "على بُعد حوالي كيلومتر من المستشفى" وتم الإبلاغ عن إصابات.
وأقر جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان أن الطيران التابع له "قصف سيارة إسعاف تم تحديدها من جانب القوات على أنها تُستخدَم من قبل خلية تابعة لحماس بالقرب من موقعها في منطقة القتال".
لكن "حماس" نفت ذلك قائلة في بيان عبر "تلغرام": إن مزاعم إسرائيل "حول وجود مقاتلين داخل سيارات الإسعاف المستهدفة كاذبة، وهي أكاذيب جديدة تضاف إلى الأكاذيب المستمرة... التي تُستخدم لتبرير جرائمها".