السبت 16 نوفمبر / November 2024

كابوس كورونا على وقع المتحورة "أوميكرون".. الاستنفار العالمي يتواصل

كابوس كورونا على وقع المتحورة "أوميكرون".. الاستنفار العالمي يتواصل

شارك القصة

العالم يواجه المتحور الجديد أوميكرون
العالم يواجه المتحور الجديد أوميكرون (غيتي - صورة تعبيرية)
أدت القرارات والتوصيات التي صدرت، إلى استياء جنوب إفريقيا، علمًا أنّه لم يسبق لأيّ متحوّرة جديدة أن أثارت هذا القدر من القلق حول العالم.

وكأنّ "كابوس كورونا" يأبى الرحيل، جاءت المتحوّرة "أوميكرون"، وهو الاسم الذي أطلقته عليها منظمة الصحة العالمية، لتزيد "القلق" حول العالم، وتعيد المواجهة إلى نقطة الصفر، وسط مخاوف من انتشار واسع لها.

وفي هذا السياق، أعلنت دول عدّة تعليق الرحلات القادمة من دول إفريقيا الجنوبية، حيث رُصِدت المتحورة الجديدة لفيروس كورونا، والتي تشير المعلومات إلى أنّها "أسرع انتشارًا" من سابقاتها.

وأدت المخاوف من انتشار جديد لوباء كوفيد-19 إلى إرجاء المؤتمر الوزاري لمنظمة التجارة العالمية وهو الأول لها منذ أربع سنوات. وكان يفترض أن يُشارك فيه أربعة آلاف شخص من 30 نوفمبر/ تشرين الثاني إلى الثالث من ديسمبر/ كانون الأول.

وأثارت هذه القرارات والتوصيات استياء جنوب إفريقيا التي رأت أنها "غير مبررة"، علمًا أنّه لم يسبق لأيّ متحوّرة جديدة أن أثارت هذا القدر من القلق حول العالم، منذ ظهور المتحوّرة دلتا.

دول تغلق حدودها

وبعد دول أميركية شمالية وأوروبية وعربية، أغلقت أستراليا وقبلها البرازيل، حدودها أمام القادمين من جنوب القارة الإفريقية.

وحظرت أستراليا السبت الرحلات الجوية من تسع دول في جنوب إفريقيا. وقال وزير الصحة غريغ هانت إن غير الأستراليين الذين زاروا جنوب إفريقيا وزيمبابوي ودولا أخرى في الأسبوعين الماضيين سيمنعون أيضًا من دخول أستراليا. وسيخضع المواطنون والمقيمون الذين يسافرون من هذه الدول لحجر صحي لمدة 14 يومًا.

من جهتها، أوصت وكالة المراقبة الصحية البرازيلية في بيان بتعليق الرحلات الجوية من ست دول في إفريقيا الجنوبية "نظرًا للتأثير الوبائي الذي يمكن أن تحدثه المتحورة الجديدة على الوضع العالمي".

وأعلنت كندا والولايات المتحدة منع دخول مسافرين من إفريقيا الجنوبية إلى أراضيهما، بينما ستشدد اليابان القيود مع فرض حجر لعشرة أيام على القادمين من هذه المنطقة.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان إن "المعلومات عن هذه المتحورة الجديدة تجعل أكثر وضوحًا أن هذا الوباء لن ينتهي بدون التطعيم على مستوى العالم"، داعيًا إلى تقديم مزيد من اللقاحات إلى الدول الفقيرة.

"استنفار" في أوروبا وخارجها

وفي أوروبا أعلنت السلطات الصحية الهولندية السبت عن 61 إصابة مؤكدة بكوفيد-19 بين مسافرين قدموا على متن رحلتين من جنوب إفريقيا، لكنها تحتاج إلى مزيد من الفحوص لمعرفة ما إذا كانوا مصابين بالمتحورة الجديدة "أوميكرون". ورصدت إصابة واحدة في أوروبا بالمتحورة في بلجيكا.

رغم ذلك، حظرت دول أوروبية عدة بينها بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وسويسرا الرحلات الجوية من جنوب إفريقيا والدول المجاورة لها. وستطبق روسيا قرارًا مماثلًا اعتبارًا من الأحد وإسبانيا بدءًا من الثلاثاء.

وسجلت إصابة واحدة بأوميكرون في هونغ كونغ واثنتان في إسرائيل لدى شخصين عائدين من ملاوي وبوتسوانا.

وأوصى الاتحاد الأوروبي بتعليق جميع الرحلات من جنوب إفريقيا وست دول أخرى في المنطقة بينما أعلنت عدة دول عربية بينها السعودية أنها ستغلق حدودها أمام المسافرين من المنطقة.

جنوب إفريقيا: "كبش فداء"

في المقابل، أعربت جنوب إفريقيا عن "امتعاضها" من الاستنفار العالمي الحاصل. وقال وزير الصحّة جو فاهلا في مؤتمر صحافي مساء الجمعة إنّ "بعض ردود الفعل غير مبرّرة". وأضاف: "بعض القادة يبحثون عن كبش فداء لحلّ مشكلة عالميّة".

وتحدّث رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الجمعة و"ناقشا التحدّيات التي تفرضها المتحوّرة الجديدة لكوفيد-19 عالميًا، وطرق العمل معًا للتعامل مع السفر الدولي وإعادة فتحه"، وفق ما قال متحدّث باسم رئاسة الحكومة البريطانية.

ولحظر السفر عواقب مأساوية على جنوب إفريقيا قبل الصيف الجنوبي مباشرة حيث تكون حدائق الحياة البرية والفنادق ممتلئة عادة. فقد كان قطاع السياحة قد بدأ للتو يأمل في موسم عادي.

وقالت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا ناليدي باندور في بيان: "قلقنا الفوري هو الضرر الذي سيلحقه هذا القرار بقطاع السياحة والأعمال".

هل "تتكيف" اللقاحات مع "أوميكرون"؟

في غضون ذلك، أعلنت مختبرات موديرنا أنها تخطط "لتطوير لقاح" ضد أوميكرون.

وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية يوم الجمعة إن الأمر سيستغرق "أسابيع عدة" لفهم قدرة الفيروس على الانتشار وشدته.

من جهتها، قالت الوكالة الأوروبية للأدوية إنه من "السابق لأوانه" التخطيط لتكييف اللقاحات مع متحورة أوميكرون.

ويؤكد الطبيب المتخصص في الأمراض الصدرية أنطوان أشقر أنه يمكن لهذا الفيروس أن يقاوم اللقاحات، "ولكن ليس لدينا معلومات مؤكدة حتى الآن حول ذلك".

ويشير في حديث إلى "العربي"، من باريس، إلى أن شركة فايزر قالت إنها بحاجة لأسبوعين لتدرس نجاعة لقاحها ضد هذا المتحور، علمًا أنّ الأمر نفسه حصل عند ظهور المتحورات السابقة.

ويلفت إلى أنّه "ليس كل سكان الكرة الأرضية ملقحين وهذا يثير القلق من زيادة الإصابات وانتقالها بسرعة".

وحصل نحو 54% من سكان العالم على جرعة واحدة على الأقل من لقاح مضاد لكوفيد لكن تلقى 5,6% فقط التطعيم في البلدان منخفضة الدخل حسب موقع "أور وورلد إن داتا".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close