رغم التداعيات الكارثية للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة من دمار وأعداد هائلة من الشهداء، لكنّ وقع الحرب لا يقل أثرًا على الصعيد الاقتصادي في كل من إسرائيل وغزة.
وعن تأثير الحرب على الاقتصاد الإسرائيلي، أشار الخبير سمير حليلة في حديث إلى "العربي" إلى أن الإعلام الإسرائيلي يفيد بأن العدوان على القطاع يكلف إسرائيل مليونا ونصف المليون دولار أميركي يوميًا.
انسحاب الاستثمارات من إسرائيل
واعتبر أن اقتصاد إسرائيل هو جزء فعّال من اقتصاد العالم وهو مربوط بالاقتصاد الأميركي.
ولفت إلى التأثير الكبير على بورصة تل أبيب، حيث انسحبت عدد من الشركات الأجنبية ولا سيما شركات التكنولوجيا التي رأت أن تكرار الحروب منذ عام 2008 يهدد استثماراتها.
ولفت حليلة إلى أن الأثر الأكبر على إسرائيل سيكون بعيد المدى حيث يستبعد قدوم استثمارات جديدة في المدى المنظور.
وحول التعويضات عن الخسائر المباشرة، لفت حليلة إلى أن الحديث عن تقديم الولايات المتحدة 40 مليار دولار قد يكون مجديًا، لكن الاقتصاد الإسرائيلي لا يستطيع تحمل حرب طويلة.
قدرة على امتصاص الصدمة
أمّا التأثير الاقتصادي للحرب على فلسطين فسيكون أقل وطأة في الضفة الغربية، حيث أشار حليلة إلى أن الاقتصاد الفلسطيني صغير وغير مرتبط بالاقتصاد العالمي، حيث إن أثر الحرب على البورصة الفلسطينية أقل بكثير مما هو على البورصة الإسرائيلية.
كما أشار إلى أن عدم استمرار العمال الفلسطينيين في العمل في إسرائيل وعدم قدرة الإسرائيليين في الداخل على شراء المنتجات سيخسر الاقتصاد الفلسطيني الكثير من الأموال، مشددًا على أن عجلة الاقتصاد متوقفة في غزة.
ولفت إلى أن التأثير الأول للحرب سيكون الفقر في الضفة وفي غزة إضافة إلى تدمير البنية التحتية.
ورأى الخبير الاقتصادي أن إسرائيل لا تستطيع التخلي عن العمالة الفلسطينية، وقال: "كلما كانت الحرب على غزة أقصر، كنا قادرين على إعادة بناء اقتصادنا".