لا تتوقف مواجهة الموت في غزة وإن هدأ جنون القصف، فمعركة التمسك بالحياة تستعر فيما تبقى من مستشفيات القطاع.
بأضعاف أولئك الذين استشهدوا تحت قصف الاحتلال، يواجه آلاف المرضى والجرحى خطر الموت.
فحتى اليوم، تفتقر المستشفيات القادرة على العمل إلى أدنى مقومات العطاء، لا سيما في الشمال، حيث لم تصل أي مساعدات طبية أو وقود إليها.
يقول الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة: إن المساعدات الطبية والإنسانية التي دخلت إلى قطاع غزة ما زالت في إطارها المحدود، وهو ما عبرت عنه كل المؤسسات الأممية والأطراف المتعلقة بالمساعدات.
"صيحات ألم"
ولا يمل المسؤولون الطبيون في القطاع الفلسطيني المحاصر من مواصلة التحذير من استمرار حالة الانهيار التي تعانيها المستشفيات، مع بقاء آلية إدخال المساعدات الطبية على هذا النحو المهددة فعليًا للكثير من الذين يعانون من أمراض مزمنة.
وفي هذا الصدد، يتحدث رئيس قسم أمراض وزراعة الكلى بمجمع الشفاء غازي اليازجي، عن وجود ما يقارب 1100 مريض في قطاع غزة يعانون من قصور كلوي مزمن ويعالجون بمعدل 3 جلسات أسبوعيًا، مذكرًا بأن إيقاف خدمة غسيل الكلى يؤثر سلبًا على حياة المرضى.
بدوره، يؤكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن القطاع بحاجة إلى ألف شاحنة مساعدات يوميًا للتعافي من تداعيات العدوان الإسرائيلي؛ في مقدمتها معدات وآليات للدفاع المدني وأجهزة طبية.
في غضون ذلك، لا تتوقف صيحات الألم والوجع في كل متر من ساحات المشافي في غزة، التي باتت متخمة بالأطفال الذين يعانون من جروح الحرب والتهاب المعدة الناجم عن شرب المياه الملوثة بعدما تعذر وجود النقية.
إلا أن الأصعب هو أن كثيرًا من هؤلاء الأطفال ينتظرون لساعات دون معاينة طبية في ساحات تلك المشافي.