حذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، من خطر حدوث "مجاعة" في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الإمدادات غير كافية على الإطلاق للتعامل مع مستوى الجوع الذي رصده موظفو البرنامج في ملاجئ الأمم المتحدة وأماكن النزوح الأخرى.
وقال برنامج الأغذية العالمي في بيان: "من المحتمل جدًا أن يكون سكان غزة، وخاصة النساء والأطفال، معرضين بشدة لخطر المجاعة إذا لم يتم ضمان الوصول المستمر للغذاء".
وذكر أن "البرنامج قام بتسليم الغذاء الذي تشتد الحاجة إليه لأكثر من 120 ألف شخص في غزة خلال الفترة الأولية للهدنة الإنسانية".
"خطر المجاعة يتكشف"
وقالت مديرة برنامج الأغذية العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وشرق أوروبا، كورين فلايشر إنه بفضل الهدنة المؤقتة "بدأت فرقنا العمل على الأرض، ودخلت إلى مناطق لم نصل إليها منذ فترة طويلة. إن ما نراه يعد كارثيًا".
ولفتت إلى أن "خطر المجاعة والتضوّر جوعًا يتكشف أمام أعيننا، ولمنع حدوث ذلك يتعيّن أن يتمكن البرنامج من جلب الغذاء على نطاق واسع وتوزيعه بأمان".
وأكدت أن "6 أيام ليست كافية لتقديم كل المساعدة المطلوبة"، مضيفة أنه "يجب أن يأكل سكان غزة كل يوم، وليس لمدة ستة أيام فقط".
"جوع ويأس ودمار"
بدوره، أفاد ممثل برنامج الأغذية العالمي ومديره القُطري في فلسطين سامر عبد الجابر، أن فرق البرنامج روت لهم ما رأوه من "جوع ويأس ودمار" بين الأشخاص الذين لم يتلقوا أي إغاثة منذ أسابيع.
وأضاف أن الهدنة المؤقتة منحت فسحة من الارتياح، "والتي نأمل أن تمهد الطريق لهدوء طويل الأمد. لا يمكن أن يتوقف الآن وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق".
وكان المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" جيمس إلدر، اعتبر أن السماح باستئناف العدوان الإسرائيلي على غزة "سيكون وصمة عار على ضمير كل شخص".
وقال: إذا استؤنفت الأعمال العدائية، فستستمر المجازر بحق أطفال في حين أصبح المدنيون أكثر عرضة للخطر من السابق حيث يعيش عدد منهم في الهواء الطلق في درجات حرارة متزايدة البرودة ويعانون من سوء التغذية وتنقصهم المياه العذبة وهم مهددون بتفشي الأمراض.
وفي السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بدأ الاحتلال عدوانًا على قطاع غزة أسفر عن استشهاد أكثر من 15 ألف فلسطيني وأدى إلى أزمة إنسانية متفاقمة.
وقد رعت دولة قطر بوساطة مشتركة مع القاهرة وواشنطن، اتفاق هدنة إنسانية مؤقتة تم التوصل إليها واستمرت بداية لأربعة أيام قبل أن يتم تمديدها ليومين إضافيين، وسمحت بتبادل أسرى بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال، ودخول مساعدات إغاثية إلى قطاع غزة.
وبحسب مراسل "العربي" من القدس عدنان جان، تتداول وسائل إعلام إسرائيلية إمكانية تمديد الهدنة الإنسانية لثلاثة أيام إضافية.