فيما يشتد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تزامنًا مع إيقاف المقاومة أي نقاش بخصوص ملف تبادل الأسرى دون إعلان وقف شامل لإطلاق النار، ما تزال قصص المحتجزين الإسرائيليين المحررين تشغـل الرأي العام، لا سيما عند مقارنة حالهم بحال الأسرى الفلسطينيين المحررين.
وكانت محتجزة إسرائيلية تركت قبل تسليمها للاحتلال رسالة شكر لحماس، قالت فيها إن ابنتها "إيميليا" شعرت وكأنها ملكة في قطاع غزة بسبب طريقة تعامل المقاومة معها.
وسارع الاحتلال إلى التلويح بمتلازمة "ستوكهولم" لتفسير الرسالة وغيرها من تصرفات المحتجزين المطلق سراحهم. فسلوكهم وكلامهم عن مقاتلي المقاومة، لا يتماشيان مع الصورة التي أنفقت إسرائيل مئات الآلاف من الدولارات لشيطنتها.
لكن مقطعًا مصورًا جديدًا يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، جاء ليبيّن المزيد عن معاملة المقاومة للمحتجزين في قطاع غزة.
"كُل شيء بسيط من أجلي"
الفيديو هو مقطع من مقابلة أجرتها قناة إسرائيلية مع شقيقة إحدى الفتيات الإسرائيليات المحررات وهي إيرلندية الأصل، وتدعى إيميلي هاند بعمر يقارب عمر "إيميليا"، ابنة الأم الشاكرة.
وتصف الشابة فيه تغيّـرًا في طباع شقيقتها منذ عودتها؛ فهي تشارك الجميع طعامها، وتعرض عليهم الأكل قبل أن تتناوله. وإن رفضوا أصرّت عليهم قائلة: "كُل شيء بسيط من أجلي".
وتضيف: "سألتها عن مدة الاحتجاز، إن كانوا يجلسون معًا لتناول الطعام، وإن كان الطعام يعرض على الأشد جوعًا، فأجابت بنعم".
"حماس علمتها أن تكون مضيافة"
إلى ذلك، لاقى المقطع المصور تفاعلًا واسعًا على مـنصات التواصل الاجتماعي.
وكتب وضاح شريف: "سيرى العالم الآن الصورة الحقيقية التي تظهر أن الفلسطينيين شعب رائع، على الرغم من كل الشدائد التي يمر بها في معسكر الاعتقال"، في إشارة إلى حصار الاحتلال على قطاع غزة.
أما فارس، فرأى أن "حماس علمتها أن تكون مضيافة، وهي صفة معروفة في الشرق الأوسط". وأضاف: "ليس من المستغرب أن المستعمر لا يفهم هذا الجانب من ثقافتنا".
ويؤكد "الصليب الأحمر" أن جميع المحتجزين في قطاع غزة الذين تم الإفراج عنهم كانوا بصحة جيدة.
وممّـا صرح به المحتجزون هو أنهم عوملوا معاملةً حسنة، وأنهم تناولوا طعامًـا جيدًا على الرغم من قلة توفره؛ وهو أمر ينسحب على كل القطاع وليس على مكان احتجازهم فقط.