أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" اليوم الجمعة أن عناصرها أفشلوا محاولة إسرائيلية للوصول إلى أحد الأسرى الإسرائيليين، مؤكدة الاشتباك مع قوة خاصة إسرائيلية ما أدى إلى مقتل وإصابة أفراد تلك القوة.
وقالت الكتائب في بيان عبر "تلغرام": "تم اكتشاف قوة صهيونية خاصة أثناء محاولتها التقدم لتحرير أحد أسرى العدو والاشتباك معها مما أدى إلى مقتل وإصابة أفراد القوة".
وأضافت: "تدخل الطيران الحربي وقصف المكان بسلسلة من الغارات للتغطية على انسحابهم، وقد أدى الاشتباك إلى مقتل الجندي الأسير "ساعر باروخ" 25 عامًا والسيطرة على بندقية أحد الجنود وجهاز الاتصال الخاص بالقوة الخاصة".
من جهته، أعلن جيش الاحتلال اليوم الجمعة مقتل جنديين في معارك بقطاع غزة، ما يرفع حصيلة قتلاه إلى 418 منذ بداية العدوان في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية: إن الجنديين هما برتب رقيب أول من سلاح المدرعات ومن الكتيبة 699 التابعة للواء 551 في جيش الاحتلال.
انتقادات أميركية لإسرائيل بسبب المدنيين
وفي سياق آخر، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أنّ هناك فجوة بين نوايا الحكومة الإسرائيلية المعلنة لحماية المدنيين وبين عدد الشهداء في قطاع غزة، وذلك في أشد انتقاداته العلنية لنهج إسرائيل في حملتها جنوب غزة.
وأشار بلينكن في مؤتمر صحفي مع نظيره البريطاني ديفيد كاميرون في واشنطن، إلى أنّه بعد حوالي أسبوع على الحملة الإسرائيلية في جنوب قطاع غزة، لا تزال هناك فجوة بين النية لحماية المدنيين والنتائج الفعلية التي نراها على الأرض. ومن الضروري أن تولي إسرائيل أهمية لحماية المدنيين".
وجدّد بلينكن موقف واشنطن الرافض لإعادة احتلال غزة ورفض التهجير القسري لأهلها أو تقليص مساحة القطاع.
من جهته، شدّد الرئيس الأميركي جو بايدن في اتصال مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الخميس، على ضرورة إنشاء ما وصفها بممرات إنسانية "لفصل السكان المدنيين عن حركة حماس".
جلسة لمجلس الأمن حول غزة
إلى ذلك، يصوّت مجلس الأمن اليوم الجمعة، على مشروع قرار ينصّ على "ضرورة حماية السكان المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين وفقًا للقانون الإنساني الدولي" و"المطالبة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن".
ويتطلّب تبنّي القرار موافقة ما لا يقلّ عن تسعة أصوات وعدم استخدام الدول الخمس دائمة العضوية حق النقض (الفيتو).
ومن المقرر أن يلتقي بلينكن مع كبار الدبلوماسيين من الدول العربية اليوم الجمعة في واشنطن.
ومع عدم وجود نهاية تلوح في الأفق للقتال، قال جون فاينر معاون الأمن القومي بالبيت الأبيض: إن الولايات المتحدة لم تُحدّد لإسرائيل موعدًا نهائيًا لإنهاء العمليات القتالية الرئيسية ضد حماس في قطاع غزة.
وصرح فاينر في منتدى آسبن الأمني في واشنطن أنّ العديد من "الأهداف العسكرية المشروعة" ما زالت في جنوب غزة بما في ذلك "الكثير إن لم يكن معظم" قيادات حماس.
وفي هذا الإطار، أشار الباحث في الشؤون الأمنية والإستراتيجية أحمد عبد الرحمن إلى أنّ المعارك محتدمة في قطاع غزة، مضيفًاً أنّ الاحتلال يتكبد خسائر كبيرة في صفوفه.
وقال عبد الرحمن في حديث إلى "العربي" من غزة: إنّ خسائر الاحتلال تدفعه إلى ارتكاب المزيد من المجازر والانتهاكات الخطيرة لحقوق المدنيين التي تتنافى مع القوانين الدولية واتفاقية جنيف.
وأضاف أنّ معركة شمال قطاع غزة لم تُحسم حتى الآن حيث تدور معارك شديدة في الشجاعية ومخيم جباليا، مضيفًا أنّه في جنوب القطاع تتركز المعارك في خانيونس وخزاعة والقرارة وعبسان وبني سهيلة حيث يتكبّد الاحتلال الإسرائيلي خسائر كبيرة في صفوفه.
وأكد أنّ قوات الاحتلال لم تتمكن حتى الآن من التوغّل إلى داخل الأجزاء الشرقية من خانيونس.
وشدّد على أنّه على الرغم من استخدام الاحتلال مختلف فرقه العسكرية الجوية والبرية والبحرية والمدفعية والمشاة، لا تزال المقاومة الفلسطينية قادرة على مجابهة هذه القوات بقوة وشدة.