شدد الاحتلال الإسرائيلي الخميس عدوانه على قطاع غزة، وسط استمرار المقاومة الفلسطينية استهداف القوات الإسرائيلية المتوغلة في قطاع غزة.
وأدى القصف الإسرائيلي إلى ارتفاع عدد الشهداء في القطاع، حيث أعلن المكتب الإعلامي الحكومي أن "عدد الشهداء جراء الحرب بلغ 17177 بينهم 7739 طفلًا فيما سجل 7700 مفقود".
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: "عشرات آلاف الجرحى بحاجة إلى العلاج ونناشد الدول الإسلامية نقلهم إلى مستشفياتهم".
عمليات نوعية للمقاومة
ميدانيًا، أكد المتحدث باسم كتائب "القسام"، أبو عبيدة أنه خلال الـ72 ساعةً الأخيرة تمكن المقاومون من "تدمير 135 آلية عسكرية كليًا أو جزئيًا في كافة محاور القتال في قطاع غزة، وأوقعوا عشرات الجنود الصهاينة بين قتيل وجريح إثر تفجير عدد من فتحات الأنفاق والمنازل في جنود العدو بعد تفخيخها".
كما أعلن أبو عبيدة على صفحته الرسمية في "تلغرام" عن "استهداف القوات الصهيونية المتوغلة في أماكن التمركز والتموضع بالقذائف المضادة للتحصينات والقذائف والعبوات المضادة للأفراد واشتبكوا معهم من مسافة صفر".
وأضاف أنهم "دكوا التحشدات العسكرية بقذائف الهاون والصواريخ قصيرة المدى، ووجهوا رشقات صاروخية مكثفة نحو أهداف متنوعة وبمديات مختلفة إلى داخل الكيان الصهيوني".
في المقابل، أعلن جيش الاحتلال مقتل جنديين من صفوفه خلال استمرار العدوان على قطاع غزة، أحدهما نجل الوزير بالمجلس الوزاري الحربي رئيس هيئة الأركان السابق غادي آيزنكوت، وإصابة جنديين آخرين بجروح خطيرة.
وقال جيش الاحتلال في بيان، إن "الرائد احتياط غال مئير آيزنكوت (25 عامًا) من هرتسليا، قتل في معركة شمال قطاع غزة".
أزمة إنسانية في غزة
إنسانيًا، دعت وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة إلى وقف "دائم وفوري" لإطلاق النار في القطاع، محذرة من أن الوضع الإنساني "على وشك الانهيار".
وقالت إيمي بوب، رئيسة المنظمة الدولية للهجرة، في بيان، إن "حجم النزوح في غزة هائل، والظروف الإنسانية مثيرة للقلق العميق وعلى حافة الانهيار".
وشدد البيان أن "هناك حاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار لتوفير ما يكفي من الغذاء والمياه وغيرها من الضروريات لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة الهائلة للمدنيين".
وأضافت المسؤولة الأممية أن "جهود إيصال المساعدات إلى غزة على وشك الانهيار، وبالتالي أصبح وقف إطلاق النار الدائم والفوري أمر حتمي".
وأعربت بوب عن قلق المنظمة الدولية للهجرة "البالغ" إزاء التهجير الجماعي للمدنيين في غزة والتقارير عن مزيد من عمليات الإجلاء.
"جهود غير كافية"
إلى ذلك، انتقد مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية منسق الإغاثة الطارئة، الجهود الإنسانية "غير الكافية" في قطاع غزة.
وأضاف غريفيث في مؤتمر صحافي عقده بمدينة جنيف السويسرية، الخميس، إنه "ليس لدينا عملية إنسانية في غزة يمكن تسميتها بهذا الاسم بعد الآن".
ورغم استمرار الشاحنات في المرور عبر معبر رفح الحدودي، أكد غريفيث أن العملية الإنسانية الحالية في غزة "غير مستدامة".
ولفت المسؤول الأممي إلى أن المفاوضات جارية لفتح معبر كرم أبو سالم من إسرائيل إلى غزة، واصفا إياها بـ"الواعدة". وأكد مسؤول الإغاثة مجددًا أنه "لا توجد مناطق آمنة في غزة".
بحث أوضاع الرعاية الصحية في القطاع
في غضون ذلك، قررت منظمة الصحة العالمية، الخميس، عقد جلسة خاصة الأحد المقبل لبحث "أوضاع الرعاية الصحية" في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وكتبت المنظمة بتدوينة على منصة "إكس"، "بناء على طلب 15 دولة عضو (دون تحديد أسمائها) سيتم عقد جلسة خاصة للمجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية للنظر في الأوضاع الصحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وأضافت أن "الجلسة ستعقد الأحد الموافق 10 ديسمبر/ كانون أول الجاري. كما سيتم بث الجلسة مباشرة عبر الإنترنت، حسب المصدر نفسه.
وفي تدوينة نشرها مدير المنظمة تيدروس غيبريسوس الأربعاء، عبر منصة "إكس"، قال إن النظام الصحي بقطاع غزة "على وشك الانهيار".
نتنياهو يهدد لبنان
على جبهة لبنان، أعلن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أنه "إذا اختار حزب الله بدء حرب شاملة سيحوّل بيروت وجنوب لبنان إلى غزة وخانيونس"، في وقت يستمر الحزب بضرب مواقع للاحتلال على الحدود.
وقالت مصادر أمنية وأخرى طبية لـ"العربي" إن فرق الإسعاف عملت على سحب ست إصابات حالات بعضها خطرة من المنطقة المستهدفة في بلدة كونين جنوب لبنان، والتي تعرضت لغارات إسرائيلية اليوم.
جاء هذا في وقت أعلن فيه حزب الله عن شن عدد من العمليات باتجاه مواقع إسرائيلية حيث استهدف صباحًا وظهرًا موقع المرج في مستعمرة مارغليوت إضافة إلى مستعمرة معيان باروخ. كذلك استهدف حزب الله تجمعًا لجنود الاحتلال في ثكنة متات.
إلى ذلك، أعلنت السلطات الإسرائيلية، الخميس، مقتل إسرائيلي بصاروخ مضاد للدروع أطلق من لبنان في منطقة الشمال الحدودية.
وكان مراسل "العربي" في تل أبيب أحمد دراوشة قد أوضح أن جيش الاحتلال يتكتم عن ذكر إصابات في مواجهاته مع حزب الله ويخفي الخسائر المتعلقة بأرواح جنوده.
كما لفت إلى أنه لا ينشر سواء في قطاع غزة أو على الجبهة اللبنانية اي معطيات تشير إلى عدد الآليات التي تم تدميرها.