يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي لليوم الواحد والسبعين عدوانه على غزة، حيث شنَّ غاراته الجوية والمدفعية على مناطقَ متفرقة من القطاع. وتركزت الغارات اليوم السبت على رفح وخانيونس جنوبي القطاع، وعلى مناطقِ الوسط.
وقال الصحافي إسلام بدر الموجود في شمال غزة للتلفزيون العربي: إن قوات الاحتلال ارتكبت مجزرة جديدة بعد قصفها منزلًا في جباليا، ما أدى إلى استشهاد 14 فلسطينيًا على الأقل.
هذا وأفاد مراسل التلفزيون العربي بتسجيل عشرات الشهداء خلال الساعات الماضية، في مدينة خانيونس وحدها، مشيرًا إلى أن مروحيات الاحتلال أطلقت نيرانها على الأحياء الشرقية للمدينة، واستخدمت قذائفَ فوسفوريةً في قصفها خلال الساعات الماضية.
من جهته، أفاد الصحافي أحمد البطة بأن قوات الاحتلال قصفت في وقت مبكر من فجر اليوم السبت، المنطقة المحيطة بمجمع ناصر الطبي، كذلك مناطق عدة في القطاع، لاسيما في خانيونس.
وقال الصحافي: إن قوات الاحتلال ارتكبت مجزرة في مدرسة حيفا وسط خانيونس، والتي كانت قد تحولت لمركز إيواء للاجئين، بعد قصفها بالطيران الحربي، ما أسفر عن سقوط أكثر من 18 شهيدًا يوم أمس الجمعة.
المجازر الإسرائيلية تتركز على خانيونس
وأشار البطة إلى أن خانيونس كانت مسرحًا لمعظم الاستهدافات الإسرائيلية يوم أمس، والتي تعرضت لقصف على مدار النهار جوًا وبرًا.
ولفت البطة إلى أن اشتباكات بين قوات الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية اندلعت خلال النهار، هي الأولى من نوعها من حيث الفترة والمدة الزمنية، إذ استمرت لمدة أربع ساعات نهارًا، في محاور مختلفة من شرق خانيونس، ووسط المدينة في منطقة المحطة، وشارع خمسة، وشارع جلال الرئيسي في وسط المدينة.
وكانت كتائب القسام التابعة لحركة حماس، قد نشرت مقاطع فيديو لاستهداف آليات إسرائيلية في هذه المناطق، حيث يحاول الجيش الإسرائيلي التقدم باتجاه جنوبي القطاع.
وتواصل إسرائيل منذ 71 يومًا عدوانها على قطاع غزة، بينما لم تفلح المناشدات الدولية والأممية في ردع الاحتلال عن مواصلة ارتكاب المجازر في القطاع، حيث أسفر العدوان حتى أمس عن استشهاد 18 ألفًا و800 فلسطيني و51 ألف مصاب، بحسب مكتب الإعلام الحكومي في القطاع.
منظمة الصحة
على صعيد آخر، قال مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، يوم أمس: إن احتجاز العاملين في مجال الصحة في قطاع غزة، أمر غير مقبول على الإطلاق.
ولفت غيبريسوس، إلى أنه "لا مكان ولا أحد آمن في غزة، بما في ذلك العاملين في مجالي المساعدات الإنسانية والصحة". وقال: "قُتل أكثر من 130 من موظفي الأمم المتحدة في غزة".
وأشار مدير "الصحة العالمية" إلى أن "القوافل المستخدمة في إيصال المساعدات أو نقل المرضى أيضًا تعرضت للهجوم، وتم احتجاز واستجواب من كانوا فيها".
وأضاف: "احتجاز العاملين في مجال الصحة أمر غير مقبول على الإطلاق. لن يكون هناك سلام (في غزة) بدون وقف إطلاق النار، ولن تكون هناك صحة بدون سلام".
والأحد الماضي، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني: إن الجيش الإسرائيلي استهدف سيارات إسعاف في قطاع غزة، ونكّل بمسعف فلسطيني بعد احتجازه، رغم تحركها بالتنسيق مع الأمم المتحدة.
وذكرت أن "قافلة مكوّنة من 6 مركبات إسعاف تابعة للجمعية انتقلت برفقة مركبات الأمم المتحدة من خانيونس (جنوب)، بعد أن انتظرت قرابة 4 ساعات للحصول على الضوء الأخضر الأول للتحرك باتجاه الحاجز العسكري الذي يفصل شمالي غزة عن جنوبها".
وفي طريق العودة من المستشفى الأهلي المعمداني، أفادت الجمعية بأنه "تم إعاقة طريق القافلة وإعادة احتجاز المسعف رامي القطاوي، وبسبب إجراءات التفتيش الدقيق والفحص والاستجواب على الحاجز لمدة تزيد عن ساعتين، استشهد أحد الجرحى".