Skip to main content

البرهان يربط وقف الحرب بخروج الدعم السريع من المدن.. ما دلالات ذلك؟

الإثنين 1 يناير 2024
يخوض الجيش السوداني والدعم السريع منذ منتص أبريل الماضي حربًا خلّفت أكثر من 12 ألف قتيل - غيتي

رهن رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان الأحد إيقاف الحرب ضد قوات الدعم السريع، بخروجها من ولاية الجزيرة وسط البلاد ومن بقية المدن و"إعادة المنهوبات وإخلاء مساكن المواطنين".

جاء ذلك في خطاب متلفز للبرهان بمناسبة الذكرى الـ68 لاستقلال السودان عن الاحتلال الإنكليزي (1 يناير/ كانون الأول الثاني 1956) بثه التلفزيون الرسمي.

وقال البرهان: "كثرت دعوات لا للحرب والتفاوض والبحث عن السبل والمسالك التي توقف الحرب".

وأضاف: "الطريق لإيقاف الحرب واحد، وهو خروج الميليشيا المتمردة (الدعم السريع) من ولاية الجزيرة (وسط) ومن بقية مدن السودان كما تم الاتفاق عليه في إعلان جدة، مع إعادة كل المنهوبات من أموال وممتلكات المواطنين والمنقولات الحكومية وإخلاء مساكن المواطنين والمقار الحكومية".

وأردف: "أي وقف لإطلاق النار لا يضمن ما ذكر لن يكون ذا قيمة، فالشعب السوداني لن يقبل أن يعيش وسط هؤلاء القتلة والمجرمين ومن ساندهم".

رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان - غيتي

وكانت المفاوضات السابقة بين ممثلي الجيش السوداني و"الدعم السريع" في جدة أسفرت في مايو/ أيار الماضي عن أول اتفاق بينهما حمل اسم "إعلان جدة"، وشمل التزامات إنسانية وعدة شروط، منها "الالتزام بالإجلاء والامتناع عن الاستحواذ واحترام وحماية كل المرافق الخاصة والعامة كالمرافق الطبية والمستشفيات ومنشآت المياه والكهرباء، والامتناع عن استخدامها للأغراض العسكرية".

ومنذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي، يخوض الجيش بقيادة البرهان، و"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، حربًا خلّفت أكثر من 12 ألف قتيل وما يزيد عن 6 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.

خروج "الدعم السريع" من المدن

وفي خطابه، شدد البرهان على أن "خارطة الطريق للسلام يجب أن تتضمن تلك المطلوبات فسلام منقوص أو يسلب كرامة وإرادة الشعب السوداني لن يكون مقبولاً فالشعب قال كلمته وانتظم في صفوف المقاومة لدحر هذا العدوان".

وأشار إلى أن "ميليشيا محمد حمدان دقلو (الدعم السريع) مستمرة في تدمير البنية التحتية للدولة، وقتل المواطنين ونهب أموالهم واحتلال منازلهم وانتهاك أعراضهم وتهجيرهم من قراهم ومواطنهم الأصلية".

وزاد: "أوجه رسالة للدول التي تستقبل هؤلاء القتلة بأن كفوا أيديكم عن التدخل في شأننا، لأن أي تسهيلات تقدم لقيادة المجموعة المتمردة تعتبر شراكة في الجرم (...) واستقبال أي جهة معادية للدولة لا تعترف بالحكومة القائمة يعتبر عداء صريحًا للدولة، ويحق لها أن تتخذ من الإجراءات ما يحفظ سيادتها وأمنها".

ويأتي خطاب البرهان بعد إعلان جيبوتي استضافتها اجتماعا الأسبوع المقبل بينه وحميدتي، بعد تأجيل لقاء كان مزمعًا بينهما في 28 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، لبحث وقف إطلاق النار في السودان.

ما دلالات تصريحات البرهان؟

وتعليقًا على المشهد، أوضح أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة إفريقيا العالمية محمد خليفة صديق أن البرهان يريد أن يقول للعالم إن الدعم السريع غير جادة في التوصل إلى حل لأزمة الحرب في السودان، مشيرًا إلى أن ما طلبه البرهان تم الاتفاق عليه في منبر جدة قبل أشهر عديدة، فيما قوات حميدتي ما زالت تمارس السياسة نفسها التي تقوم بها منذ أشهر ضد المواطنين في السودان.

وفي حديث لـ"العربي" من العاصمة المصرية القاهرة، أضاف صديق أن البرهان يريد أن يثبت للعالم أن الدعم غير جادة أيضًا في التوصل إلى حل، وأن ما تم الاتفاق عليه لم يتم تنفيذه حتى الآن بل يتم الاعتداء يوميًا على المواطن السوداني وتتجدد دائرة الحرب ودائرة النزوح والتردي الإنساني في كل النواحي.

صديق أردف، أن البرهان أراد في خطابه أن يؤكد للعالم أن قوات الدعم السريع تمارس هذه الممارسة السالبة وتصر عليها، وإذا كان هناك توجه للسلام يجب أن تغير الدعم السريع من هذا النمط في التعامل حتى يمكن الوصول إلى حل، ويمكن أيضًا أن يكون لمنبر جدة أمل في أن يحيا من جديد.

وفي وقت يتحدث الجيش عن حسم عسكري في السودان، فيما لا يزال الدعم السريع تسيطر على مناطق واسعة، أوضح صديق أن الجديد في المشهد السياسي أن هناك ما وصفه بالغضب الشعبي الكبير على توسع قوات الدعم السريع واستهدافها للمواطنين والتنصل من أي اتفاقيات.

وفيما ذكّر أن الجيش كان يقاتل في السابق وحده في هذه المعركة التي توسعت في الأراضي السودانية، لفت إلى أن المقاومة الشعبية الآن جعلت من كل السودانيين عبارة عن جنود للتصدي لقوات الدعم السريع، وهذا سيضيق الخناق عليها.

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة