قبل استشهاده في غزة.. تلاميذ رفعت العرعير يكشفون عن أمنيته

كشفت إحدى تلميذات الأكاديمي الفلسطيني رفعت العرعير، اليوم السبت، أن الشهيد كان يمني النفس بمشروع دعا إليه طلابه، قبل أن يستشهد في قطاع غزة مع بداية العدوان الإسرائيلي الحالي. 

وقالت نور، إحدى تلميذات الأكاديمي، الذي استشهد في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، على منصة إكس: "أحد المشاريع التي كان يتحدث عنها الدكتور قبل استشهاده هو ترجمة مسلسل التغريبة الفلسطينية لحاتم علي وإعادة نشره. أتمنى أن أشارك يومًا ما في تحقيق هذا الحلم". 

وكان قطاع التعليم والوسط الثقافي الفلسطيني قد نعى الشاعر والأكاديمي والمترجم العرعير بعد أن استشهد مع عدد من أفراد عائلته، في غارة إسرائيلية على منزل شقيقته شمالي غزة. 

وترك الأكاديمي أثرًا طيبًا في قطاع غزة، حيث شارك الآلاف نعيه، فيما تناول ناشطون في مختلف العالم قصيدة له، بعنوان "إذا كان لا بد أن أموت"، ورددوها في مقاطع فيديو انتشرت بكثرة على منصات إكس، وتيك توك، ومنهم الممثل الاسكتلندي فبراين كوكس. 

"التغريبة الفلسطينية"

ومسلسل "التغريبة الفلسطينية" هو عمل درامي سوري، للمخرج الراحل حاتم علي من إنتاج عام 2004، وشارك في بطولته عدد من نخبة نجوم التمثيل السوري، كجمال سليمان، وتيم حسن، والراحل خالد تاجا، وباسل خياط، وغيرهم من الممثلين، ويحكي عن القضية الفلسطينية منذ ثورة 1936 وحتى النكبة عام 1948. 

ويُعد الشاعر الراحل العرعير أحد قادة جيل من الكتَّاب الغزيين الشباب، الذين راهنوا على الكتابة بالإنكليزية لرواية قصصهم وقصص شعبهم. وقد نشط في منصة إكس، مع بداية العدوان على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، ووقف خلف حساب "شهداء غزة" باللغتين الإنكليزية والعربية، ليترجم قصص الشهداء الفلسطينيين، ضمن حملة "ليسوا أرقامًا". 

وبعد الكشف عن أمنية العرعير اليوم، تناول ناشطون من قطاع غزة، مقاطع فيديو للعمل السوري، واختاروا منها المشاهد المؤثرة، التي بصمت العمل على أنه واحد من أشهر الأعمال الفنية، التي تحدثت عن "القضية الفلسطينية". 

رفعت العرعير رائد اللغة الإنكليزية

والعرعير، هو من مواليد عام 1979، في حي الشجاعية، الذي دمرته إسرائيل بأغلبه في العدوان الحالي، وقد رفض مغادرته قبل أن يستشهد وعائلته.

وقد لقب الراحل بـ"رائد اللغة الإنكليزية"، بعد أن حصل على دكتوراه بتلك اللغة من ماليزيا عام 2017، ليصبح عضوًا في هيئة التدريس بقسم اللغة الإنكليزية في الجامعة الإسلامية بقطاع غزة، والذي نال منها العدوان كذلك. 

ولم يغب العرعير عن المشهد الفلسطيني منذ استشهاده، إذ يسترد عدد كبير من تلاميذه، تعليماته وتوصياته لهم، كما يشاركون على مواقع التواصل صورًا ومقاطع فيديو له باستمرار.