السبت 16 نوفمبر / November 2024

بين المطالب الإيرانية والضغوط الغربية.. أي مصير للمحادثات النووية؟

بين المطالب الإيرانية والضغوط الغربية.. أي مصير للمحادثات النووية؟

شارك القصة

تتهم وزارة الخارجية الإيرانية القوى الغربية بـ"المماطلة"، فيما أعلن المتحدث باسمها أن طهران مستعدة لبحث مسودة ثالثة اقترحتها على نظرائها في فيينا.

فتشت إيران والغرب عبر وصولهما إلى الجولة السابعة من مفاوضات فيينا عن تفاهم بينهما، لكنه يبدو ساكنًا بعيدًا عن أسقف التوقعات.

ودار التنافر الأخير بين طهران والغرب حول "التزامات قبل رفع العقوبات ورفع للعقوبات قبل تطبيق الالتزامات"، فيما صفت الحواجز حول جلسات فيينا.

وتتهم وزارة الخارجية الإيرانية القوى الغربية بـ"المماطلة"، فيما أعلن المتحدث باسمها بأن طهران مستعدة لبحث مسودة ثالثة اقترحتها على نظرائها في فيينا.

ويؤكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في رده على الاتهامات الغربية بأن "الادعاء بأن إيران لديها مطالب خارج الاتفاق غير صحيح"..

في المقابل، ترد المتحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية بغير ما يؤكده عبد اللهيان، فالمقترحات التي قدمتها إيران بشأن برنامجها النووي "غير مقبولة"، وقد انتهكت خلال أشهر التفاوض جل التسويات التي تم التوصل إليها من قبل، ورغم ذلك ما تزال برلين ترغب في اتباع المسار الدبلوماسي.

وفيما الزمن التفاوضي ثمين فإن إسرائيل تحسب ثوانيه وتترقب كل مواقيته وهي التي لا تخفي سخطًا عن نوايا العودة الأميركية إلى الاتفاق، فـ"إيران تخدع العالم"، وفق ما نقله وزير جهاز المخابرات الإسرائيلية إلى الأميركيين في زيارته إليهم، حسبما أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت".

ووفق الصحيفة العبرية فقد حمل المسؤول الأمني الإسرائيلي، قبل وصول وزير الدفاع الإسرائيلي المنتظر إلى واشنطن، معلومات استخباراتية عن برنامج إيران النووي حيث تريد تل أبيب من الولايات المتحدة تشديد العقوبات على طهران.

"رؤية خاطئة" أميركية

وفي هذا الإطار يرى الكاتب الصحافي محمد المنشاوي، أن لدى الولايات المتحدة "رؤية خاطئة" بخصوص الوضع في إيران حيث تعتقد أن تشديد العقوبات من شأنه التوصل إلى اتفاق.

ويعتبر المنشاوي في حديث إلى "العربي" من واشنطن أن تلك الرؤية الأميركية "قاصرة" خاصة في ظل وجود بدائل إيرانية للعقوبات الغربية باللجوء سواء إلى روسيا أو الصين.

ويلفت إلى أن إيران تريد "رفع العقوبات مرة واحدة"، إضافة إلى مطلبها الخاص بالحصول على التزام من الإدارة الأميركية بأن يكون الاتفاق "دائمًا"، لكنه يشير إلى أن اللوبيات المعارضة للاتفاق النووي لديها صوت أعلى في الإدارة الأميركية.

ويعتبر المنشاوي أن هناك ضرورة لدى الإدارة الأميركية لإدراك الموقف الإيراني من الاتفاق النووي، موضحًا أن تلك الإدارة "لا تدرك بأن طهران تريد رفعًا كاملًا للعقوبات المفروضة عليها".

إسرائيل تصعّد لتحسين شروط التفاوض

من جانبه، يؤكد الباحث السياسي المتخصص بالشؤون الإسرائيلية خلدون البرغوثي أن إسرائيل لم تغير نظرتها إلى الملف الإيراني رغم رحيل بنيامين نتنياهو ووصول نفتالي بينيت.

ويقول البرغوثي في حديث إلى "العربي" من رام الله: إنّ إسرائيل تريد في ظل الظروف الحالية المحيطة بالمفاوضات النووية، تشديد الشروط بما يضمن مصالحها.

ويضيف: أن تل أبيب عملت على تصعيد الخطاب باتجاه إيران، إضافة إلى حديثها أن الخيار العسكري يجب أن يكون حاضرًا من قبل الولايات المتحدة.

ويعتبر البرغوثي أن "التصعيد الإسرائيلي في الخطاب نحو إيران هو للضغط فقط على الإدارة الأميركية لإجبارها على أخذ مطالب إسرائيل بعين الاعتبار".

وطرح البرغوثي تساؤلات بشأن التصعيد في الخطاب الإسرائيلي وإمكانية تأثيره على زيادة التوتر في العلاقة بين واشنطن وتل أبيب "في حال رأت الولايات المتحدة أن إسرائيل قد تقدم على عمل عسكري".

ويرى الباحث في الشؤون الإسرائيلية أن هناك تصعيدًا إسرائيليًا في الخطاب تجاه إيران، إضافة إلى أن تل أبيب ترى نفسها أنها هي المتسببة في الأزمة الحالية نظرًا لأنها دفعت الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب إلى الانسحاب من الاتفاق النووي.

لكنه يعتبر أن إسرائيل تصعد في خطابها للحصول على "شروط أفضل للاتفاق" مع إيران.

الموقف الأميركي "يعقد" التفاوض

ويؤكد الدبلوماسي الإيراني السابق سيد هادي أفقهي أن "جميع المقترحات التي قدمتها إيران في ما يتعلق بآلية رفع العقوبات وكذلك مواضيع اللغط الذي يحصل حول النشاط النووي التي كانت على طاولة الحوار، هي ليست شيئًا مقدسًا".

ويرى أفقهي في حديث إلى "العربي" من طهران، أن الموقف الأميركي من رفض المقترحات الإيرانية والاستمهال الأوروبي لجولة ثامنة من دون موقف واضح "سيعقد الموقف التفاوضي".

ويلفت إلى أن "طهران تريد حل المشكلة"، ومؤكدًا في الوقت ذاته عدم وجود أي شيء "غير واضح أو مبهم في المقترحات الإيرانية".

ويعتبر الدبلوماسي الإيراني السابق أن اتخاذ مواقف تصعيدية تجاه إيران من دون مناقشة بنود المقترحات الإيرانية "لا يمكن أن يدفع إيران إلى الرضوخ.

ويشدد على أن المطلب الإيراني القاضي برفع العقوبات "هو حق قانوني وأخلاقي لطهران".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close