أكد غلام حسين إسماعيلي مدير مكتب الرئيس الإيراني، أن طهران "جادة تمامًا" في مفاوضات فيينا، وأن هدفها النهائي من المفاوضات هو إلغاء الحظر المفروض على البلاد.
من جهته، أكد محمد حسيني، مساعد الرئيس الإيراني للشؤون البرلمانية، أنه "إذا لم تخرج مفاوضات فيينا بنتائج فسنتوجه شرقًا، بما في ذلك إجراء مقايضة تجارية بالنفط لنحقّق مصالحنا".
وانتهت الجمعة، جولة التفاوض السابعة غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، على أن تُستأنف الأسبوع المقبل، بعدما أبدى مسؤولون أوروبيون "إحباطهم وقلقهم" من مطالب الإدارة الإيرانية الجديدة.
واتهمت الولايات المتحدة، أمس السبت، إيران بعرقلة المفاوضات لإنقاذ الاتفاق النووي بينما تواصل تطوير برنامجها، وحذّرت من أنها "لا يمكنها أن تقبل" ذلك، لكنها لم تغلق باب الحوار.
من جهته، اعتبر رئيس الوفد الروسي في المحادثات النووية ميخائيل أوليانوف مطالب إيران بالحصول على ضمانات لمنع انهيار الاتفاق النووي مرة أخرى "منطقية ومبررة تمامًا".
وتراقب طهران مخرجات مفاوضات فيينا النووية السابعة، بينما تشي تعديلات الفريق الإيراني على جدول أعمال المفاوضات السابقة بأن مسلسل المفاوضات سيستمرّ لوقت أطول.
وينظر الشارع الإيراني إلى مناقشات التعديلات الإيرانية في محادثات فيينا بقلق لعلمه أن جزءًا من حلّ العقدة الاقتصادية الإيرانية يمرّ عبر بوابة فيينا.
عبيدي: مقاربة المفاوضات اختلفت
وفي هذا الإطار، قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جنيف حسني عبيدي: إنّ الدول الأوروبية كانت تتوقّع أن تكون عجلة المفاوضات "أكثر إيجابية وأكثر سرعة".
وأضاف عبيدي، في حديث إلى "العربي" من جنيف، أن إيران، في المقابل، "لم تبدأ مفاوضاتها عند المفاوضات السابقة، بل قدّمت اقتراحات جديدة و أكثر تعقيدًا يصعب التجاوب معها".
وشرح أن مقاربة المفاوضات "اختلفت شكلًا ومضمونًا" مع الإدارة الإيرانية الجديدة.
وأشار إلى أن الإدارة الأميركية كانت "متفائلة" إزاء هذه المفاوضات وتأمل أن يكون هناك تجاوب من قبل الإدارة الإيرانية الجديدة"، مشيرًا إلى أن إدارة بايدن "اعترفت بفشلها في إدارة المفاوضات".
عبيدي الذي أشار إلى قدرة طهران على التحكّم بالعديد من الملفات في الشرق الأوسط، أكد في المقابل قدرة واشنطن على تشديد الخناق الاقتصادي على الجمهورية الإسلامية، مشيرًا إلى فشل الصين وروسيا وغيرها من الدول على تعويض الغياب الأوروبي والأميركي.
الجولة السابعة
وهذه الجولة من المفاوضات التي بدأت الاثنين الماضي، هي السابعة من سلسلة محادثات انعقدت في فيينا بين أبريل/ نيسان، ويونيو/ حزيران الماضيين.
وتهدف المفاوضات التي عُقدت تحت رعاية الاتحاد الأوروبي، إلى عودة الولايات المتحدة للاتفاق الذي انسحبت منه إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب، في مايو/ أيار 2018، ودفع إيران إلى الالتزام بتعهّداتها الدولية المتعلقة بالبرنامج النووي.
وفي بداية عهده، أعرب الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن عن استعداده للعودة إلى الاتفاق، إذا عاودت طهران تنفيذ التزاماتها.
لكن تفاؤله خلال الربيع انقلب تشاؤمًا واضحًا بشكل متزايد، لدرجة أن حكومة الولايات المتحدة حذّرت منذ مطلع الخريف بأنها مستعدة للجوء إلى "خيارات أخرى" في حال فشل الدبلوماسية، في إشارة إلى الخيار العسكري.
وتصرّ طهران على رفع كامل للعقوبات الأميركية قبل أن تعود لالتزاماتها النووية التي تخلت عنها خلال السنوات الماضية، بعدما انسحبت واشنطن من الاتفاق وأعادت فرض عقوبات مشددة عليها.