تظاهر الآلاف في واشنطن ولندن ومدن أخرى، في إطار "يوم التحرك العالمي" للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، ورفضًا للدعم الأميركي والبريطاني لإسرائيل في حربها المتواصلة منذ مئة يوم.
ففي واشنطن، لوحت أمس السبت حشود كبيرة بالأعلام الفلسطينية بينما تجمع المتظاهرون ومعظمهم من الشباب - ارتدى العديد منهم الكوفية - في مسيرة.
وهتف المتظاهرون "وقف إطلاق النار الآن"، وحملوا لافتات وملصقات كتب عليها: "فلسطين حرة"، و"أوقفوا الحرب على غزة. أوقفوا تمويل الإبادة الجماعية".
وعلى منصة في موقع قريب من البيت الأبيض، قدم العديد من الأميركيين الفلسطينيين المتحدرين من غزة، روايات مؤثّرة عن أصدقائهم وأقاربهم الذين استشهدوا أو أصيبوا في القطاع، وحثّوا الرئيس الأميركي جو بايدن على إنهاء الدعم العسكري والمالي لإسرائيل.
"يمكن لبايدن وقف الجنون"
وقال أحد الخطباء على وقع تصفيق حار: "يمكن للرئيس بايدن أن يوقف هذا الجنون بسهولة" من خلال ممارسة الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حربًا مدمرة على قطاع غزة خلّفت حتى السبت 23 ألفًا و843 شهيدًا و60 ألفًا و317 إصابة معظمهم أطفال ونساء وسط كارثة إنسانية غير مسبوقة وتحذيرات أممية من حصول مجاعة.
ومن بين المشاركين في التظاهرة العارضتان الفلسطينيتان الأميركيتان المشهورتان عالميًا بيلا وجيجي حديد.
وقالت بيلا حديد لوكالة "الأناضول": "أنا لست هنا فقط لأنني فلسطينية، لكن أيضًا كمواطنة أميركية. حكومتنا شريكة في المجزرة بغزة".
وتابعت: "أقول للإدارة الأميركية أنني لن أدعم إدارة تدعم المذبحة بحق الفلسطينيين. نحن نظهر للحكومات في جميع أنحاء العالم أننا ندعم فلسطين وعليهم أن يقفوا خلفنا".
بدوره، طالب رجل الأعمال اللبناني الأصل ناصر بيضون والمرشح لانتخابات مجلس الشيوخ، بوقف الدعم العسكري والسياسي الأميركي لإسرائيل.
بريطانيا: التظاهرة السابعة المؤيدة للفلسطينيين
وفي بريطانيا، وضمن التضامن المتواصل مع الشعب الفلسطيني، شهدت العاصمة لندن التظاهرة السابعة المؤيدة للفلسطينيين منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الفائت.
وشارك نحو 1700 شرطي في تأمين المسيرة في العاصمة البريطانية.
وقالت مليحة أحمد (27 عامًا) التي شاركت في المسيرة مع عائلتها، "نريد أن نظهر للشعب الفلسطيني أننا معه وأن نرفع صوتنا ضد حكومتنا أيضًا".
وأضافت في تصريح لوكالة "فرانس برس": "إنها (الحكومة البريطانية) تؤدي دورًا كبيرًا جدًا في السماح لإسرائيل بمواصلة ما تفعله وهذا غير مقبول".
بدوره، قال المتظاهر ديبيش كوثر (37 عامًا) إنه "من المحبط للغاية الجلوس ومشاهدة العالم لا يحرك ساكنًا، ولهذا السبب نخرج لإظهار الدعم للشعب الفلسطيني وإظهار عدم رضانا عن الحكومات في جميع أنحاء العالم".
من جهتها، حذّرت الشرطة المتظاهرين من أنهم سيواجهون الاعتقال إذا "تجاوزوا الحد الأقصى عمدًا" في الشعارات المكتوبة على اللافتات والهتافات.
كما طلبت من المتظاهرين الالتزام بالمسار المحدد للمسيرة وضرورة انتهائها بحلول الساعة الخامسة بعد الظهر (17,00 ت غ).
وصدرت الدعوة للمشاركة في "يوم التحرك العالمي" الذي شهد تنظيم تظاهرات في 30 دولة، عن ائتلاف منظمات بريطانية يضم حملة التضامن مع فلسطين والمنتدى الفلسطيني في بريطانيا وتحالف أوقفوا الحرب وحملة نزع السلاح النووي وأصدقاء الأقصى والرابطة الإسلامية في بريطانيا.