لم تمض 48 ساعة على إعلان الاحتلال انسحابه أو تراجع قواته من شمال قطاع غزة حتى عاد القصف الجوي العنيف والتوغل البري مرة أخرى إلى أحياء جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون والشجاعية وتل الهوا.
وكان الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن عن تفكيك البنى التحتية العسكرية للمقاومة الفلسطينية، ممهدًا الطريق للإعلان عن انتقاله إلى "المرحلة الثالثة" من الحرب، وذلك بعد قصف جوي مكثف واجتياح بري دمر ما نسبته 70% من شمال القطاع.
إطلاق صواريخ وعمليات عسكرية
وبينما زعم الاحتلال قتله العشرات من المقاومين في بيت لاهيا، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" عن هجمات شنتها في تل الهوا جنوب مدينة غزة، كما بثت تسجيل لعملية مشتركة مع "سرايا القدس" لاستهداف قوات الاحتلال في شمال القطاع.
من جهتها، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إطلاقها 10 صواريخ على سديروت من شمال القطاع، حيث قال الاحتلال إن الصواريخ انطلقت من بيت حانون، وهي البلدة التي مسحها الاحتلال بشكل شبه كامل.
ويقول الاحتلال، إنه يرصد محاولات لحماس لإعادة تفعيل شرطتها المحلية في مدينة غزة، وهو ما يفسر استهداف أفرادها الذين كانوا يحاولون تأمين شاحنات مساعدات الطحين التي وصلت إلى المدينة عبر شارع البحر مما أدى إلى استشهاد نحو 7 منهم ومواطنين آخرين.
"مفاجأة" أنفاق المقاومة الفلسطينية
أما في وسط قطاع غزة، فقد أعلن الاحتلال سحب فرقة عسكرية كاملة منها كتائب تابعة للواء غولاني. وبعد أقل من 24 ساعة من الانسحاب أطلقت كتائب القسام 50 صاروخًا نحو مستوطنة نتيفوت، وهي الصواريخ التي قال الاحتلال إنها انطلقت من مناطق في وسط القطاع كان الاحتلال يسيطر عليها سابقًا قبل الانسحاب منها.
من جهة أخرى، أوردت صحيفة "نيويورك تايمز" تصريحات متكررة من المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين عن "المفاجأة" من قوة أنفاق المقاومة الفلسطينية وعمقها، لكن جيش الاحتلال لم يجد طريقة للتعامل معها ويقتصر تعامله على تفجير أعين الأنفاق ومداخلها دون الدخول إليها.
ووسط هذا الوضع، كيف يمكن حسم معركة لم تستطع إسرائيل حسمها جوًا وبرًا أو الدخول إلى الأنفاق لتمشيطها أو حتى وضع خطة عمل لليوم التالي للانسحاب؟.
وترتبط هذه الأسئلة ببنيامين نتنياهو، التي تقول تقارير إسرائيلية إنه غير معني بانتهاء الحرب لأن انتهاءها يعني نهاية حياته السياسية وربما محاكمته.