ركّزت الصحف الغربية على تعالي الأصوات المُطالبة بالحل السياسي ووقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة.
وأشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية إلى أنّ إسرائيل ماضية في حربها على غزة رغم الضغوط الدولية على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بسبب تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة.
ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إنّ لدى واشنطن خيارًا للتعبير عن استيائها من إدارة نتنياهو للحرب، من خلال تعليق إرسال الأسلحة لإسرائيل لفترة مؤقتة.
وبينما لفتت إلى الانقسامات داخل إسرائيل، نقلت الصحيفة أنّ حجم الاحتجاجات يظهر مدى تشكيك الإسرائيليين في موقف الحكومة القائل إنّ مزيدًا من الضغط العسكري على حماس سيؤدي إلى إعادة الأسرى.
وأضافت أنّ الشعور يتزايد بأنّ الوقت قد حان للتوصّل إلى اتفاق شامل بشأن المحتجزين.
"الهدف الأكبر في غزة"
بدوره، كتب نائب رئيس الوزراء الأردني السابق مروان المعشّر في مجلة "فورين أفيرز" الأميركية، أنّ الحلول المقترحة للوضع في قطاع غزة مصيرها الفشل بسبب التعامل مع القضية، وكأن من الممكن معالجتها دون النظر إلى القضية الأوسع المتمثلة في الدولة الفلسطينية وتقرير المصير.
وأوضح المعشّر أنه من أجل السلام الدائم، يجب على إسرائيل إنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية، مضيفًا أنّ جهود السلام السابقة فشلت لعدم وجود جدول زمني واضح، إضافة إلى العواقب المدمّرة على الفلسطينيين، ولا سيما في ما يتعلّق بالتوسّع الاستيطاني.
وأضاف أنّه لا بد من اعتماد خطة سياسية ذات مصداقية في غزة ومحددة زمنيًا، مع تجميد بناء المستوطنات، واعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطينية.
"حل سياسي لمنع اتساع الحرب"
كما نشر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل مقالًا في صحيفة "لوموند" الفرنسية، اقترح فيه خطة لتجنّب توسع الحرب وكسر دوامة العنف في الشرق الأوسط.
وأشار بوريل إلى ثلاث أولويات وهي: منع تمدّد نطاق الحرب إلى لبنان بأي ثمن، وحل الوضع الكارثي في غزة مع استئناف المفاوضات الجادة لتحرير المحتجزين، إضافة إلى تمهيد الطريق لتسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بدءًا بإنهاء العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وأضاف أنّه على المستوى الإنساني فإن الوضع في غزة مروع، والأولوية القصوى هي منع مزيد من التهجير القسري لخلق أمر واقع في القطاع، وهو أمر غير قانوني بموجب القانون الدولي، وغير مقبول أخلاقيًا.
كما شدّد بوريل على ضرورة التفاوض على حل سياسي شامل يشمل غزة والضفة الغربية بدعم من المجتمع الدولي.
"لا طعام ولا مياه في غزة"
أما صحيفة "الغارديان" البريطانية، فسلّطت الضوء على الوضع الإنساني الصعب في قطاع غزة.
وكتب جايسون بورك عن شبح المجاعة الذي يخيّم على شمال غزة، بينما تواصل إسرائيل عرقلة وصول المساعدات.
وقال إنّ وكالات الإغاثة الإنسانية تُحذّر بشدة من حدوث مجاعة في شمال غزة، مضيفًا أنّ الاستطلاعات تُشير إلى أنّ أسرة واحدة على الأقل من كل أربع أسر في غزة تواجه نقصًا حادًا في الغذاء.
ونقل عن أحد مسؤولي الإغاثة قوله إنّه لم تصل أي مساعدات بعد وهناك كثير من الأشخاص الذين لا يستطيعون أو لا يريدون مغادرة منازلهم.
كما لفت إلى تسجيل وفيات بين الأطفال بسبب البرد، إضافة إلى وفاة العديد من المواليد الجدد بسبب سوء التغذية لدى الأمهات.