Skip to main content

معارك ضارية وقصف متواصل.. العدوان على غزة يطوي يومه الـ106

الأحد 21 يناير 2024
الاحتلال الإسرائيلي يرتكب 14 مجزرة خلال الساعات الـ 24 الماضية في غزة - رويترز

تواصلت الاشتباكات الضارية بين المقاومين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في محاور التوغل المختلفة في قطاع غزة، في اليوم السادس بعد المئة من العدوان على القطاع. 

وبينما تتركز عمليات المقاومة شرقي بلدة جباليا وشمال قطاع غزة عمومًا، يتواصل القصف الإسرائيلي العنيف على خانيونس لا سيما بمحيط مستشفيي الأمل وغزة الأوروبي.

سياسيًا، كرّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للرئيس الأميركي جو بايدن رفضه منح الفلسطينيين السيادة على قطاع غزة، مشيرًا إلى أن هذا يتناقض مع الدولة الفلسطينية.

معارك محتدمة وعمليات قنص 

في التفاصيل، يحتدم القصف والقتال في اليوم السادس بعد المئة من العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم.

ففيما تتواصل الاشتباكات بين المقاومين وجيش الاحتلال في مختلف محاور التوغل البري بالقطاع، تصدرت السبت المنطقة الشرقية من بلدة جباليا شمالًا، ومدينة خانيونس جنوبًا.

في السياق، نشرت "سرايا القدس" اليوم مشاهد توثق عملية قنص أحد جنود الاحتلال جنوبي مدينة غزة، ويظهر فيها كيف سدد أحد المقاومين ضربة مباشرة أصابت رأس الجندي الإسرائيلي.

توازيًا، أفادت حركة "حماس" بأن معارك عنيفة ما زالت دائرة مع قوات الاحتلال في شمال القطاع المحاصر والمدمّر. 

قصف ومجازر متواصلة 

وتزامن ذلك، مع قصف إسرائيلي عنيف لعدة مناطق شمال وجنوب القطاع أسفر عن سقوط شهداء وجرحى، حيث كان آخرها استهداف منزل في جباليا ومركبة مدنية بمدينة رفح أقصى جنوب القطاع.

كما استهدف الاحتلال بقصف جوي ومدفعي مكثف محيط مستشفى الأمل التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، فيما شن سلسلة غارات عنيفة بمحيط مستشفى غزة الأوروبي بمدينة خانيونس.

ونقل مراسل "العربي" في قطاع غزة استشهاد 5 أشخاص وإصابة عدد آخر بجروح، جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلًا في جباليا شمالي قطاع غزة.

كما سبق وأفاد مراسلنا باستشهاد 4 فلسطينيين جراء غارة إسرائيلية استهدفت سيارة مدنية بالقرب من مفترق خربة العدس وسط مدينة رفح، فيما تم نسف أحياء سكنية بخانيونس من قبل قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الساعات الأخيرة.

وأضاف مراسلنا عبد الله مقداد: "ما زالت ذروة العمليات العسكرية متواصلة في خانيونس، حيث يتركز القصف المدفعي على المناطق الشرقية من المدينة ووسطها والمنطقة الجنوبية الشرقية منها ومحيط مجمع ناصر الطبي".

واليوم أيضًا، ألقى الجيش الإسرائيلي على مدينة رفح التي يتجمع فيها عشرات آلاف النازحين مناشير تُظهر صور عدد من الأسرى الإسرائيليين وتدعو السكان إلى مشاركة أي معلومات قد يملكونها عنهم.

في السياق، كانت وزارة الصحة في غزة قد أعلنت السبت أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت 14 مجزرة خلال الساعات الـ 24 الماضية، أدّت إلى استشهاد 165 فلسطينيًا وإصابة 280 آخرين، ليصل مجموع عدد الشهداء منذ 7 أكتوبر إلى 24927 وعدد الجرحى إلى 62388.

نتنياهو يرفض سيادة غزة

وفي تل أبيب، جدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفضه منح الفلسطينيين السيادة على قطاع غزة لضمان ألا يشكّل هذا الأخير "بعد الآن تهديدًا لإسرائيل"، وفق تعبيره.

جاء ذلك في بيان صادر عن مكتب نتنياهو وذكر فيه أنه "في محادثته مع الرئيس الأميركي جو بايدن، أكد رئيس الوزراء نتانياهو مجددًا سياسته المتمثلة في أنه بعد تدمير حماس، يجب على إسرائيل أن تحتفظ بالسيطرة الأمنية على غزة لضمان ألا تشكل غزة بعد الآن تهديدًا لإسرائيل، وهو شرط يتعارض مع مطلب السيادة الفلسطينية".

وكان نتنياهو قد أكد يوم الخميس الفائت رفضه أيضًا السيادة الفلسطينية على الضفة الغربية المحتلة، معتبرًا أنها تتعارض مع حاجة إسرائيل إلى "السيطرة الأمنية على كل الأراضي الواقعة غرب نهر الأردن".

وفي ردود الفعل على هذه التصريحات، اعتبر عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" عزت الرشق أن بايدن يحاول "بيع الوهم الذي.. لا ينطلي على شعبنا".

وجاء ذلك، بعدما أبدى بايدن أمس الجمعة تمسكه بحل الدولتين قائلًا: إن "هناك عدد من الأنواع لحلول الدولتين. ثمة عدد من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.. ليس لديها جيوش".

هذا وأكدت الخارجية الفلسطينية أن نتنياهو "معادٍ للسلام وينكر حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم"، مشددة على أن رئيس حكومة الاحتلال "يعمل على تقويض أي فرصة لتطبيق مبدأ حل الدولتين". 

بدوره، أكّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش السبت خلال قمة حركة عدم الانحياز في أوغندا أن "رفض قبول حل الدولتين للإسرائيليين والفلسطينيين، وكذلك إنكار حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة، أمر غير مقبول".

مطالبات بانتخابات مبكرة

أما في الشارع الإسرائيلي، فقد تظاهر آلاف الإسرائيليين وسط تل أبيب للمطالبة بإعادة المحتجزين في قطاع غزة وإجراء انتخابات مبكرة لإطاحة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

فقد سار المتظاهرون في ميدان هبيما، وحمل بعضهم لافتات تنتقد نتانياهو مع شعارات مثل "وجه الشر" و"انتخابات الآن".

ويواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي ضغوطًا متنامية بسبب سياسته العسكرية في قطاع غزة وفشل سلطات الاحتلال باستعادة المحتجزين الذي يقدّر عدد الذين ما زالوا في عهدة المقاومة منذ 7 أكتوبر بـ 132.

مظاهرة بتل أبيب تطالب بإطاحة نتنياهو - رويترز

وقال آفي لولو شامريز، والد أحد الأسرى الذين قتلوا في غزة، السبت: "على النحو الذي تسير به الأمور الآن، سيموت جميع الرهائن. لم يفت الأوان بعد لتحريرهم".

وفيما يؤكد نتنياهو أنه يريد مواصلة الحرب حتى "القضاء" على "حماس"، انتقده المتظاهرون ومن بينهم يائير كاتس الذي قال لوكالة الأنباء الفرنسية: "الجميع في إسرائيل باستثناء ائتلافه السام، يعلم أن قراراته لا تتخذ من أجل مصلحة البلاد، وأنه يحاول فقط البقاء في السلطة.. نحن جميعًا نريد منه أن يستقيل".

وحتى قبل السابع من أكتوبر، يواجه نتنياهو تظاهرات حاشدة ضد مشروع الإصلاح القضائي الذي كانت حكومته تحاول إقراره.

الأوضاع في الضفة

وفي الضفة الغربية المحتلة، شيّع فلسطينيون السبت الشهيد الفتى توفيق عجاق البالغ من العمر 17 عامًا، والذي قُتل برصاص الاحتلال الإسرائيلي.

ويحمل الشهيد عجاق أيضًا الجنسية الأميركية، وكان متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قد أعلن مساء الجمعة: "تلقينا تقارير تفيد بأن شرطيًا خارج الخدمة ومدنيًا فتحا النار باتجاه فلسطيني يُشتبه في إقدامه على رشق حجارة في المزرعة الشرقية. وكان جندي إسرائيلي موجودًا في المكان".

وتابع المتحدث باسم جيش الاحتلال أن تحقيقًا قد فُتح في هذه الواقعة.

توسع التوتر في المنطقة

ومع دخول الحرب على غزة شهرها الرابع، تبرز الخشية من اتّساع نطاقها وسط توترات عسكرية متصاعدة على الحدود الفلسطينية المحتلة مع جنوب لبنان بين إسرائيل و"حزب الله"، وزيادة هجمات الحوثيّين ضدّ سفن تجاريّة في البحر الأحمر وخليج عدن وتكثيف الضربات الأميركيّة ضدّ مواقع لهم في اليمن.

واليوم، قُتل 5 مستشارين في الحرس الثوري الإيراني في ضربة إسرائيلية دمرت مبنى بكامله في العاصمة السورية دمشق وأسفرت عن مقتل 10 أشخاص، فيما توعدت طهران بالرد "في الزمان والمكان المناسبَين".

وأدان الناطق باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في بيان "بشدّة العمل الإجرامي الذي نفذه الكيان الصهيوني" والذي يُعدّ "محاولة يائسة لنشر عدم الاستقرار وانعدام الأمن في المنطقة".

وفي العراق، أطلق أكثر من 10 صواريخ السبت على قاعدة عسكرية ينتشر فيها جنود أميركيون وقوات التحالف الدولي.

وتأتي الهجمات في سياق توتر إقليمي تغذيه تداعيات الحرب المتواصلة في قطاع غزة.

من جانبها، أعلنت الولايات المتحدة أنها شنّت ضربات جديدة على أهداف تابعة للحوثيين في اليمن مستهدفة صاروخًا مضادًا للسفن كان "جاهزًا للإطلاق".

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة