لليوم الثامن بعد المئة، واصلت آلة الحرب الإسرائيلية عدوانها عل غزة حيث تركزت الهجمات الدموية على مدينة خانيونس جنوبي القطاع الذي عُزل عن العالم مجددًا بسبب انقطاع الاتصالات.
وبحسب وزارة الصحة في غزة، فقد ارتفعت حصيلة العدوان إلى 25295 شهيدًا و63000 إصابة، مشيرة إلى أن الاحتلال ارتكب 20 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 190 شهيدًا و340 جريحًا خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأفادت مصادر طبية باستشهاد وإصابة العشرات من الفلسطينيين في المدينة، أغلبهم من الأطفال، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا". وقال المكتب الإعلامي الحكومي إن الاحتلال الإسرائيلي استهدف 30 ألف نازح في 5 مراكز إيواء بخانيونس.
"جرائم مروعة" في خانيونس
من جهتها، أكدت المتحدثة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني نبال فرسخ في حديث إلى "العربي" أن الاحتلال الإسرائيلي يحاصر مستشفى الأمل التابع للجمعية في خانيونس. ولفتت إلى أن المسيرات الإسرائيلية تواصل إطلاق النار على المواطنين عند مدخل المستشفى.
كذلك دنست قوات الاحتلال الإسرائيلي، مقابر، خلال عملياتها البرية في المدينة، بحسب "وفا".
ومن جانبها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أنّ الاحتلال الإسرائيلي يرتكب "جرائم مروعة" غربي مدينة خانيونس، مشيرة إلى أن المواطنين اضطروا لدفن 40 شهيدًا في مقبرة جماعية بساحة مجمع ناصر الطبي في خانيونس.
وكان المتحدث باسم الوزارة قد أعلن ظهرًا استشهاد 50 فلسطينيًا على الأقل وإصابة مئة في الهجمات الإسرائيلية على مدينة خانيونس منذ الليلة الماضية.
ويشهد جنوب قطاع غزة معارك ضارية بين مقاتلي المقاومة والجيش الإسرائيلي ولاسيما في خانيونس، حيث أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن الجيش يشن هجومًا واسع النطاق بمشاركة 4 ألوية. وقالت إن "قوات الجيش تطوق مخيم خانيونس للاجئين من الغرب وبدأت بالمناورة داخله".
ومساء، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 3 ضباط بينهم قائد سرية وإصابة 3 آخرين بجروح خطرة في تلك المعارك، وذلك بعد أن أعلن إصابة 19 جنديًا في المعارك البرية الدائرة في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية.
مواجهات عنيفة في خانيونس وخسائر إسرائيلية
من جهتها، أعلنت كتائب القسام استهداف قوة إسرائيلية راجلة بقذيفة مضادة للأفراد، مؤكدة إيقاع أفرادها بين قتيل وجريح غربي مدينة خانيونس.
كما أكدت الكتائب استهداف دبابة إسرائيلية من نوع ميركافا بقذيفة الياسين 105 غرب المدينة.
وأشارت إلى أنها نفذت عملية مشتركة مع كتائب القسام عبر قصف خط إمداد ومسير لآليات الاحتلال شرق جباليا في شمال قطاع غزة. كما استهدف مقاتلوها دبابة وجرافة عسكرية بقذائف "التاندوم" والـ "RPG" غرب مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة.
وليلًا، قالت الكتائب إن طائرات الاحتلال قصفت دبابة بمن فيها من جنود في غزة بعد فشل قوة إنقاذ في سحبها إثر استهداف مقاتلي القسام لها.
بدورها، نفذت سرايا القدس سلسلة عمليات شملت استهداف دبابات وجنود إسرائيليين وخصوصًا في خانيونس.
انقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت
وفي ظل تواصل القصف واحتدام المعارك، انقطعت خدمات الاتصالات والإنترنت عن قطاع غزة، للمرة العاشرة منذ 7 أكتوبر، وفق ما أعلنت "شركة الاتصالات الفلسطينية وجوال" الإثنين.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" إنّ قطاع غزة يشهد أطول انقطاع للاتصالات منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأكدت الوكالة زيادة "الشعور بالعزلة" داخل غزة بسبب انقطاع كافة الاتصالات السلكية والخلوية وخدمات الإنترنت بين سكان القطاع والعالم، مشيرة إلى أن انقطاع الاتصالات أعاق الاستجابة الإنسانية وحد من الوصول إلى المعلومات المنقذة للحياة.
من جهته، كشف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" أنّ إسرائيل منعت 3 من أصل 4 بعثات إنسانية متجهة إلى شمال قطاع غزة، مشيرًا إلى أنّ إسرائيل منعت زيادة المساعدات الإنسانية لغزة في أول أسبوعين من العام 2024 رغم الحاجة الماسة لها في القطاع.
إسرائيل تبحث الاتصالات بشأن صفقة لتبادل الأسرى
وفي السياق الدبلوماسي، أشارت القناة 12 الإسرائيلية إلى أن مجلس الحرب يجتمع ليل الإثنين لبحث الاتصالات بشأن بدء صفقة ثانية لتبادل الأسرى. وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن المبادرة الإسرائيلية بشأن صفقة إطلاق سراح أسرى أخرى تتضمن وقف إطلاق النار لفترة طويلة.
وذكر موقع "أكسيوس" الأميركي في هذا الإطار، أن إسرائيل قدمت اقتراحًا لحركة حماس، من خلال وسطاء قطريين ومصريين، يتضمن وقف القتال لشهرين في إطار اتفاق متعدد المراحل. وأضاف التقرير نقلًا عن مسؤولين إسرائيليين أن الاتفاق سيتضمن كذلك إطلاق جميع المحتجزين المتبقين في غزة.
وقد تصاعدت المواقف المنددة بالواقع الإنساني في غزة، حيث أكد البيت الأبيض أن إسرائيل ملزمة بموجب القانون الدولي بحماية الأبرياء في مستشفيات غزة قدر الإمكان.
واعتبر منسق السياسة الخارجية في الاتّحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم الإثنين أنّ الوضع الإنساني في قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، "لا يمكن أن يكون أسوأ من ذلك".
من جهته، رد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي على مقترح إسرائيلي بإنشاء جزيرة صناعية قبالة غزة، مؤكدًا أن الفلسطينيين سيبقون في أرضهم.
وكان موقع "واللا" العبري أشار إلى أن وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين عرض على وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي فكرة إقامة جزيرة صناعية قبالة غزة.